لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Ezlb9t10
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Ezlb9t10
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الأحبة والأصدقاء
 
الرئيسيةالرئيسية  الاولىالاولى  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  تسجيلتسجيل  

 

 لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
zondzond
عضو نشيط
عضو نشيط
zondzond


العمر : 46
الجنس : ذكر
دولتي : لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ 710
عدد المساهمات : 35
نقاط : 97
أوسمتى : لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ 43599510
الجوزاء
الثعبان
تاريخ التسجيل : 03/08/2012

لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟   لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2012, 00:06

لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Rendezvous

لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟

ديباجة:
يقول أحد الفلاسفة: "إن التاريخ هو كل ما يتبقى لدينا عندما نكون قد فقدنا كل شيء"، وحتى لا تلتحق الهوية والثقافة بمقبرة التاريخ، يجدر بنا الحفاظ عليها وإحياء مكوناتها. وأن مهمة كهاته لا علاقة لها بالإقصاء، لأن الإنسانية والعالمية ما هما إلا تراكما لمختلف المكونات التي تشمل هذا العالم الذي نحيا فيه.

ما المقصود بيناير؟
يعتبر "يناير" مناسبة تؤرخ للمرور إلى العام الجديد بالنسبة للأمازيغ، فهذا اليوم يصادف 13 يناير من كل سنة، وهو يوم اكتسب صبغة عالمية، فعلى غرار باقي الحضارات العالمية، كانت للأمازيغ يومية خاصة بهم تعتبر أقدم بكثير، وهذه اليومية تعتمد في آن واحد على تغيرات الفصول وعلى مختلف دورات النباتات التي تحدد مواسم مهمة تتعلق بالفلاحة، كما تعتمد هذه اليومية على مواقع النجوم كالقمر والشمس مثلا.

لماذا 13 يناير؟

إن حدث 13 يناير من سنة 950 قبل الميلاد، يوافق حدثا سياسيا يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للأمازيغ، فمع تواجدهم بكثرة في الجيوش الفرعونية سوف يفرض الأمازيغ أنفسهم والتأثير على ملوك مصر القديمة، ونجحوا بالتالي في انتزاع حقهم في ممارسة شعائرهم الخاصة بهم مثل طقوس دفن الموتى، وهذه الأعمال الروحانية كانت تكتسي أهمية كبيرة في ذلك الوقت، ولعل منها تلك التي لا يمكن أن نمر عليها مر الكرام والمتعلقة بالطقس الجنائزي الذي أقيم عند دفن نامرت والد شيشنق الأول هذا الأخير سيصبح عما قريب المؤسس للمملكة الفرعونية الثانية والعشرين.

وبالفعل، فحوالي 950 سنة قبل الميلاد، وعند موت الفرعون "بسوسنس الثاني" اعتلى عرش مصر محارب أمازيغي يدعى "شيشنق" وأخضع كل دلتا النيل لسيطرته، إضافة إلى إخضاعه التام للكهنوت المصري، وأسس عاصمته "بوباستيس" ففي وقت مضى حكم"شيشنق الأول" على بلاد تمتد من الجزء الشرقي لليبيا الحالية إلى حدود دلتا النيل، وحكم مصر بصفته فرعونا من 950 إلى 925 قبل الميلاد. ونظرا لانشغاله باحترام التقاليد الفرعونية، فقد تزوج ابنه الأميرة "ماكارا" ابنة الراحل "بسوسنس الثاني" واحتفالا بهذا الحدث أصبح يناير كذالك رمزا لللقاءات بين الأمازيغ وتاريخهم، الذي سلب منهم بغير وجه حق منذ ما يقرب من ألفي سنة.

إحياء ذكرى "يناير":
بالنسبة للأمازيغ يعتبر "يناير" أولا وقبل كل شيء بابا ينفتح على العام الجديد، وإن إحياء ذكراه لم يفقده طراوته ولا أصله. فعندنا، يمتنع البعض عن أكل الأغذية المطبوخة بالتوابل أو المرة خوفا من أن يتجرع سنة لها نفس الطعم، كما يكون الطعام في يناير مشروطا بالمحاصيل الزراعية حسب المناطق، وهو مشروط أيضا بالقدرة الشرائية لبعضهم البعض، وهكذا فان الأطعمة المقدمة سترمز إلى الغنى أو الخصوبة أو إلى الوفرة.

إن الاستبشار خيرا بيناير يعود أيضا إلى أننا نربطه بأحداث عائلية أخرى كالتسريحة الأولى للشعر بالنسبة لأخر مولود أو كالزواج... فإلى عهد قريب، كنا نضع خارج المنزل أو على سطحه أواني مليئة بالملح حيث أن عدد حبات الملح يرمز إلى عدد أشهر السنة، وكانت الفتيات يمرحن بإقامة أعراس لمدمياتهن (عرائسهن) في حين كنا نرسل الأطفال إلى الحقول لجني الثمار أو الخضر بأنفسهم.

يناير في لمحة موجزة:
إن يناير هو في المقام الأول فرصة للتلاقي والاحتفال بالعام الجديد ضمن مناخ أمازيغي مائة في المائة، وهو في المقام الثاني فرصة ليذكر أحدنا الأخر بواجب النضال والتضحية لأجل الحفاظ على الهوية الأمازيغية.


Auteur : جمعية امزيان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
afgan amazigh
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
دولتي : لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ 710
عدد المساهمات : 15
نقاط : 41
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ 42062710
تاريخ التسجيل : 19/12/2012

لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟   لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالخميس 20 ديسمبر 2012, 05:01

عن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية

الحديث عن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يستدعي، لدى الأجيال الصاعدة وخاصة منها الناشئة في الحواضر، مجموعة من التساؤلات، من بينها:

- من يحتفل بهذه المناسبة وأين يتم الاحتفال بها؟

- ما هي دلالة مختلف التسميات التي تطلق عليها؟

ـ ما علاقة المناسبة بمختلف التقاويم المعمول بها في المغرب وفي غيره؟

- ما هو الحدث الذي اتخذ كمرجعية للتقويم الأمازيغي حتى ناسبت هذه السنة (2010 الميلادية و1431 هجرية) سنة 2960 أمازيغية؟-

ما هو توقيت ومدة الاحتفال بالمناسبة؟

- ما هي الطقوس الاحتفالية التي تتم أثناء هذه المناسبة وما هي دلالاتها؟

لا زال الاحتفال بهذه المناسبة يمارس في مختلف المناطق المغربية، سواء منها تلك التي يوجد بها الناطقون بالأمازيغية أو الناطقون بالعربية، وسواء منها القروية أو الحضرية. كما أن كثيرا من المصادر وكذا مجموعة من الدراسات والأبحاث تخبرنا كيف أن هذا الاحتفال يشمل مختلف مناطق الشمال الإفريقي.

ومنذ عقد من الزمان أصبح الاحتفال به ينتشر أكثر فأكثر في الدول الغربية حيث «الدياسبورا الأمازيغية»(Diaspora amazighe) ، كما هو الشأن بصفة خاصة في كل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية. .

أما بصدد التسمية، ففي بعض المناطق المغربية يسمى الاحتفال بالمناسبة: «ئض ن ئنّاير» أو «ئض ن ؤسكًّاس»، وفي مناطق أخرى يطلق عليه «حاكًّوزا» أو «لحوادس»؛ وفي القبايل الجزائرية يطلق عليه «تاكًّورت ن ؤسكًّاس» أو «تابّورت ن ؤسكًّاس» (Porte de l?année) . ومع دينامية الحركة الأمازيغية، سواء داخل المغرب أو خارجه أو سواء في بلدان شمال إفريقيا أو في الدول الغربية حيث توجد الدياسبورا الأمازيغية، أصبحت التسمية المتداولة والشائعة هي: «ينّاير» أو «ئض ن ؤسكًّاس أمازيغ» (أي «رأس السنة الأمازيغية»). وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة التمييز، بصدد «ئنّاير»، بين بعده الاحتفالي (أي مختلف الطقوس التي تقام بمناسبة «ئض ن ؤسكًّاس أماينو» / «رأس السنة الجديدة» ودلالات هذه الطقوس) وبين بعده التقويمي (أي التوقيت الذي يقام فيه الاحتفال وكذا التقويم الذي يرتبط به والمرجعية التأريخية - الحدث المعتمد كبداية - لهذا التقويم).

من المعلوم أنه يتم العمل، في المغرب، بتقويمين أساسيين هما: «التقويم القمري» (Calendrier lunaire) و»التقويم الشمسي»؛ كما يتم العمل، ضمن التقويم الشمسي، ب»التقويم الكُريكُوري» (Calendrier grégorien) وب «التقويم اليولياني» (Calendrier julien) ، إضافة إلى التقويم العبري الذي هو «تقويم قمري - شمسي» في نفس الآن. وإذا أخذنا بعين الاعتبار مختلف هذه التقويمات وكذا مختلف اليوميات والتقويمات المعتمدة في المغرب سيتبين أن لدينا التقويمات التالية التي توافق هذه السنة ما يلي: سنة هجرية (1431 هـ)، سنة ميلادية (2010 م)، سنة رومية - فلاحية (2320 ر.ف.)، سنة فلاحية أمازيغية (2960 أ) وسنة عبرية (5770 ع). لكن، تجدر الإشارة إلى أن السنة الفلاحية الأمازيغية؛ التي يوافق فاتح يناير منها يوم 14 يناير من السنة الميلادية وفق التقويم الكًريكًوري المخالف للتقويم الميلادي اليولياني؛ هي تقويم شمسي - فلاحي ويخضع لتعاقب منتظم لفصول السنة وتغيرات الطبيعة المستمرة نتيجة فعل دوران الأرض حول الشمس. إنها الدائرة المنتظمة للدورة الطبيعية للسنة وللأشغال الفلاحية، الدائرة التي لا يمكن بدونها ضبط الدورات الفلاحية بسهولة. وبذلك يمكن القول بأن خصوصية هذا التقويم الفلاحي، العريق في الزمن التاريخي، هو بمثابة الأساس لتنظيم الزمن عند الفلاح.

وفي ما يتعلق بالحدث الذي اتخذ كمرجعية للتأريخ ل «السنة الأمازيغية» أي بداية ل «التقويم الأمازيغي» تجدر الإشارة - هنا أيضا - إلى أن تقاويم معظم الشعوب والحضارات الإنسانية هي عبارة عن مواضعات تستند إلى توافق لم ينل دائما قبول كل الواضعين لجذره وكل المعنيين بهذا التأريخ أي بداية التقويم. ففي السبعينيات اتخذ حدث وصول شيشونق «الأمازيغي»، سنة 950 قبل الميلاد، إلى هرم السلطة المصرية الفرعونية بداية للتقويم الأمازيغي . وشيشونق الأول هذا، هو سابع خليفة لقائد عسكري استغل ضعف السلطة الفرعونية فبسط نفوذه على هرقلة (Hierakléopolis) في مصر الوسطى، وقد غزا الدلتا وقسّم الأرض بين «الأمازيغ» وأسس الأسرة الثانية والعشرين وامتد حكم «الأمازيغ» كفراعنة في مصر إلى كل من الأسرة الثالثة والعشرين والأسرة الرابعة والعشرين ودام طيلة الفترة الممتدة من سنة 950 أو 945 قبل الميلاد إلى سنة 715 قبل الميلاد.
لكن، إذا ما تجاوزنا مشكلة الجذور التأريخية للتقويم الأمازيغي، وعدنا إلى امتدادات الاحتفال ذاته فإننا سنلاحظ بأنه يكاد يكون الاحتفال الوحيد الذي يقام خارج فضاءات المعابد من ضريح ومسجد وزاوية وغيرها من الفضاءات ذات الوظائف التعبدية؛ إنه «احتفال مدني بامتياز». كما أننا نلاحظ اليوم أن أغلب الاحتفالات التي تختص بها كثير من الشعوب والحضارات والثقافات المعاصرة؛ وحتى المتقدمة منها والمتطورة علميا وتكنولوجيا وغيرها من المعالم والمواصفات الحضارية المعاصرة؛ هي احتفالات مرتبطة بالطبيعة. والإشارة هنا تتعلق ب «الاحتفالات الوطنية الطبيعية» (أي غير الاحتفالات الدينية والسياسية) التي تتميز بها تلك الشعوب والحضارات والثقافات المتقدمة. فلنستحضر «كرنفالات مختلف الدول الأوروبية والأمريكية» و»التينين الصيني وسباق أسعد رجل السنة الياباني» و»النيروز الإيراني» وغيرها من احتفالات طبيعية تقيمها هنا أو هناك بلدان متقدمة ومتطورة؛ ولن أتعب نفسي في تعداد العشرات من كرنفالات إفريقية لكون بلدانها لا تنتمي إلى «معسكر الدول المتقدمة».
وفي ما يتعلق بتوقيت ومدة الاحتفال ب»ئض ن ينّاير». اعتمادا على بحوث ميدانية في مختلف مناطق المغرب تأكد لنا أن «ئض ن ؤسكًّاس أماينو» يوافق منتصف ما يسمى في «التقويم الفلاحي الأمازيغي» ب «ليالي مقّورن» أي «ليالي لكبيرة» والتي تبدأ يوم 25 دجنبر «الميلادي- الكَريكَوري» وتدوم 40 يوما وتسمى «ليالي لكبيرة» مقارنة ب «ليالي حيان» أو «ليالي صغيرة» التي تدوم 7 ليال و 7 أيام. وبذلك يعتبر «يوم 14 يناير الميلادي ? الكَريكَوري» هو «فاتح السنة الأمازيغية» و»ليلة 13 من يناير الميلادي ? الكَريكَوري» هي «ليلة رأس السنة الأمازيغية». أما لماذا يتم الاحتفال بليلة السنة الأمازيغية من طرف البعض ليلة 11 أو ليلة 12 أو ليلة 13 من يناير الميلادي ? الكَريكَوري، فمرد ذلك يعود إلى كون مدة الاحتفال في الأصل كانت تدوم من 3 أيام إلى سبعة أيام (بحيث يدوم الاحتفال 3 أو 4 أو 5 أو 7 أيام). وهذا ما تمت معاينته من قبل الباحثين في مختلف الفترات التاريخية وحسب المناطق ووفق الإمكانيات البيئية والأسرية في تمديد الاحتفال إلى 7 أو 5 أو 4 أو 3 أيام للقيام بكل الطقوس التي تستلزمها المناسبة.

ففي المغرب على سبيل المثال تم تسجيل تراجع مدة الاحتفال من 3 أيام إلى يوم واحد، بل واختفاؤه في فترات أو في بعض المناطق أو المدن. ولم ينتعش إلا مع «التجديد الثقافي الأمازيغي» وعمل الحركة الأمازيغية على «إكساب المناسبة دلالة رمزية ثقافية واجتماعية».

أما في ما يخص طقوس الاحتفال ب «رأس السنة الأمازيغية» فيمكن التمييز بين «طقوس تحضيرية» و»طقوس تطهيرية» و»طقوس تغذوية» وبين «طقوس صيدلية» و»طقوس تجميلية» و»طقوس رمزية». فكما هو الشأن بالنسبة لكل احتفال يتم التحضير ل «ئض ن ؤسكًّاس أماينو» ماديا ومعنويا وفي جو يجمع بين مظاهر الحزن المتمثلة في مصاحبة الطبيعة في موتها في زمن «انقلاب الشمس الشتوي» (Solstice d?Hiver) وبين مظاهر الفرح المتمثلة في العمل على التأثير في الطبيعة لتكون السنة الفلاحية الجديدة خصبة؛ في انتظار حلول فصل الربيع حيث تقام «طقوس الخصوبة» بمناسبة «الاعتدال الربيعي» (Equinoxe de printemps) حيث يتعادل الليل والنهار. أما «الطقوس التطهيرية» فتتجلى في ما يتم القيام به من أجل التخلص مما هو قديم وكسب أشياء جديدة بديلة لتلك التي تم التخلص منها تيمنا أن تساهم في الحصول على كل ما من شأنه أن يجعل ما سيأتي أكثر حظا وسعادة. أما «الطقوس التغذوية» فتتجلى في مختلف التمثلات والممارسات المصاحبة لأنواع الأكلات التي تُهيأ بالمناسبة والتي تتوزع على عدة أيام، وقد تراجعت اليوم إلى إعداد أكلة واحدة في «ليلة رأس السنة الأمازيغية». إن تهييء تلك الأكلات كان وفق جدولة زمنية تراعي عملية مرافقة الطبيعة في «موت الأرض» و»انبعاثها من جديد» في بداية السنة الجديدة، خاصة وأن «ليلة رأس السنة الأمازيغية» «تــــوافــــق» أطول ليلة في السنة على الإطلاق وبعدها سيبدأ الشروع في امتداد طول النهار وقِصَر الليل على موعد أن تكون مناسبة «لعنصرا»: زمن «انقلاب الشمس الصيفي» (Solstice d?été) حيث تتم «طقوس الماء». وهذه المناسبة «تــــوافــــق» أطول يوم في السنة على الإطلاق وبعدها سيبدأ الشروع في امتداد طول الليل وقصر النهار إلى حين تعادلهما بمناسبة «الاعتدال الخريفي» (Equinoxe d?Automne) حيث كانت تقام «طقوس النار» وبعدها يطول الليل ويقصر النهار إلى حين إتمام «الدورة الطبيعية» بعودة «انقلاب الشمس الشتوي» من جديد ويتم الاحتفال من جديد ب «ليلة السنة الأمازيغية الجديدة».

بصدد «الطقوس الصيدلية» تكفي الإشارة إلى أن الأدوية المهيأة هذه الليلة (ليلة رأس السنة الأمازيغية)؛ انطلاقا مما يتم قطفه من نباتات وأعشاب طبية معروفة بعينها تتوارث معرفتها أجيال عن أجيال؛ تعتبر ناجعة، وطيلة السنة. وأما بصدد «الطقوس التجميلية» فتكفي الإشارة أيضا إلى أن خضب الحناء واستعمال الكحل هذا اليوم هو ممارسة عامة أثناءه، وتمتد هذه الممارسة إلى بعض الرجال الذين يبررون مشاركتهم النساء في تلك الممارسة في مرجعية دينية مستندة إلى حديث نبوي. وفي ما يخص «الطقوس الرمزية»، فيمكن أيضا الاقتصار على «الطقوس التنشئوية الثقافية والاجتماعية» أي تنشئة الأطفال على الموروث الثقافي والاجتماعي. ويتجلى ذلك في «الألعاب الطقوسية» التي يقوم بها الأطفال، خاصة منهم الفتيات اللائي يصنعن دُمية في هيأة عروس معروفة في بعض المناطق ب «تاغُنجا» التي هي في الأصل (تّلْغنجا) والتي تعني لفظيا «لف المغرفة»: بحيث تلف الفتيات مغرفة كبيرة بثياب على هيأة عروس) ويطفن بها طلبا للمطر وتيمنا أن تكون السنة الجديدة ممطرة أكثر ويكون المحصول جيدا.

كما أن هذه الطقوس الرمزية تتمثل في كل ما يتم القيام به للتمييز بين الفترات التي ينبغي تجنب العمل خلالها الأرض (فترات النحس) وبين الفترات الملائمة (الفترات المباركة) للقيام بأشغال الفلاحة (من حرث وحصاد وغيرهما).

وأخيرا أعود لأقول بأن الاحتفال ب «رأس السنة الأمازيغية» تراجعت مدته بالتدريج منذ عقود، بل وبدأ اختفاؤه في فترات أو في بعض المناطق ولم يعد ينتعش إلا مع التجديد الثقافي الأمازيغي وعمل الحركة الأمازيغية على إكساب المناسبة دلالة رمزية ثقافية واجتماعية. وتتمثل هذه الدلالة في ضرورة الحفاظ على هذا «التراث اللامادي» (أي الاحتفال برأس السنة الأمازيغية)، مع السعي إلى تطويره ليساهم في الدينامية الجديدة للثقافة الوطنية وذلك من أجل تثمين الذاكرة الجماعية والتاريخ الوطني. فمنذ بداية استقلال المغرب كانت مذكرات وزارة التربية الوطنية تدمج في عطل الأجيال الصاعدة بعض المناسبات (مثل العنصرة وعاشوراء) التي لم تعد تحظى اليوم بذلك «الوضع التنشئوي? التثقيفي» . وستكون مبادرة وطنية لجعل «رأس السنة الأمازيغية»، ليس فقط «عيدا وطنيا للفلاح» ورد الاعتبار لثقافة الفلاح وربطه أكثر بالطبيعة وب»الفلاحة البيئية»، بل «عيدا وطنيا لكل المغاربة» وإضافة نوعية في «مسلسل المصالحة مع الذات» و»تثبيت الجذور الثقافية والاجتماعية» التي من شأنها أن تعزز انتماء الأجيال القادمة لوطنها و»الاعتزاز بامتدادات هذه الجذور في الزمان والمكان». كما أن مبادرة دولية مماثلة تجعل من هذا اليوم «تراثا لاماديا عالميا» من شأنها أن تدعم «المبادرات السلمية والبيئية» التي يسعى المنتظم الدولي إلى جعلها قيما كونية ينبغي غرسها لدى الأجيال الصاعدة. وذلك لأن مختلف التمثلات والممارسات المصاحبة ل «الاحتفال برأس السنة الأمازيغية»، إذا ما تأملنا فيها من حيث غاياتها الجوهرية ودلالاتها الرمزية، تنخرط في هذه الدينامية القيمية التي يسعى المنتظم الدولي إلى تجذيرها في «الثقافة القيمية الكونية» (ثقافة القيم الكونية)، خاصة لدى الأجيال الصاعدة، نساء ورجال المستقبل التي تبدو «الرهانات البيئية» من أهم القضايا التي عليهم أن يجدوا لها حلولا تضمن لهم مستقبلا السلم والأمن اللذين علينا أن نساهم؛ نحن بدورنا؛ في توفير سبل وشروط تحقيقها؛ بدءا بحقوقهم الثقافية والاجتماعية التي يفتحون أعينهم، منذ ولادتهم، في أحضانها


الحسين أيت باحسين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأمازيغية والتحديات المستقبلية
» نداء من الممثلة الأمازيغية “تيمحضيت”
» رأس السنة الأمازيغية عادات و تقاليد
» مرة أخرى في تارودانت الأمازيغية تهان
» لماذا تحب النساء الرجل الخجول؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الامازيغية :: شؤون أمازيغية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» عودة ترافيان
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالأحد 28 يوليو 2013, 20:12 من طرف حسن بن حسان

» أحدث العاب الاون لاين tyrant
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالسبت 29 يونيو 2013, 01:57 من طرف روح الخليج

» فرصة للربح من الانترنت ، قريبـــا
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالأربعاء 29 مايو 2013, 22:11 من طرف filspay

» تنظيم أول نشاط إشعاعي بثانوية الأرك التأهيلية‎ باغرم
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالأحد 26 مايو 2013, 11:13 من طرف aghbaloo

» السب ..والشتم.. في حياتنا ومجتمعنا..والأسباب التي تقود إلى ذلك
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالجمعة 24 مايو 2013, 10:30 من طرف handala

» الاختلافات العقلية العشرة بين الرجل و المرأة
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالجمعة 24 مايو 2013, 10:25 من طرف handala

»  الترتيب الزمني للأنبياء والرسل .
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالخميس 23 مايو 2013, 08:08 من طرف frifra01

» عالم سعودي: قيادة المرأة للسيارة ” تفتح أبواب الشر”! وأخر يأمر مظيفة طيران بالنزول لعدم وجود محرم معها
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالخميس 23 مايو 2013, 08:01 من طرف malak

» ماذا ستكتب على جدار الزمن ؟!
لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ Emptyالخميس 23 مايو 2013, 07:58 من طرف malak

جميع الحقوق محفوظة

حقوق الطبع والنشر والنسخ محفوظة لمنتديات أنيلول©2011 - 2012          
*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في المنتدى تعبر عن رأي أصحابها  ولا تعبر عن وجهة نظرنا وليس لادارة المنتدى أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية*


الاعجاب على الفيس بوك
راديو بي بي سي