حج “شعراء أسايس ” أهو حج الوجاهة الإجتماعية أم أداء للفريضة ؟؟

فرضت أركان الإسلام الخمسة ومنها الحج الذى قرنه المولى سبحانه وتعالى بعبارة من أستطاع إليه سبيلا ، أي أنه تكليف للقادر فقط ، ويكفيه منه مرة واحدة ، ومع هذا فقد ظهرت في المواسم الأخيرة ظاهرة حج الفنانين ومنهم فنانوا أسايس حيث أصبحوا يتسابقون للحج كل عام ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو أهو حج للوجاهة الاجتماعية واكتساب إسم جديد فقط أم هي توبة وبدء حياة جديدة بعيدا عن الفن وأهله ؟
المنافسة الفنية في “إسوياس” لم تمنع مجموعة من ألمع شعراء “أسايس” أو ما يصطلح عليهم “إنضامن” من الذهاب إلى الأراضي الحجازية ليكونوا ضمن قافلة الفنانين الذين أدو فريضة الحج في العام المنصرم 2012 ، ومن بينهم الرايس عثمان أزوليض والرايس مولاي الغالي والشاعر عابد أطاطا .
وما بين المدينة المنورة حيث المسجد النبوي الشريف ومكة المكرمة حيث البيت العتيق راح شعراء أحواش يستلهمون عبق الأيام المباركة ويفيضون من المشاعر والأحاسيس في وصف ذكرياتهم مع أول مرة شدوا فيها الرحال الى الأراضي المقدسة وتأدية شعائر الركن الخامس من أركان الإسلام .
وبين هذا وذاك تظل ذكريات النظرة الأولى إلى الكعبة المشرفة ذات أحاسيس خاصة لا تتكرر ولا يمكن أن يطويها النسيان مهما تعاقبت السنوات.
الحاج عابد أطاطا أشهر شعراء أحواش السوسي الذي أدى مناسك الحج قبل بضع سنوات بصحبة والدته ، وخلق بذلك الحدث بين أقرانه وفي ساحات نظم الشعر الأمازيغي في سوس ، وكثيرا ما تعرض لهجوم بقية الشعراء وهم يستهزؤون بخطوته تلك،فمنهم من اعتبرها بحثا عن التميز والوجاهة الاجتماعية ومنهم من استحسنها بشرط أن يكف عن النظم وحضور مناسبات أحواش بعد عودته . وعموما يمكن اعتباره أول من بدأ هذه “الموضة” بين بقية الشعراء ، ليتبعه مباشرة في العام الموالي الشاعر الفنان “إيحيا بوقدير” ورفيق دربه الفنان الشاعر ” أجماع “
وتجدر الإشارة إلى أن الحاج عابد أطاطا كرر الزيارة للديار المقدسة سنة 2012 بمعية زوجته ، هذه السنة التي حج فيها الفنان الشاعر عثمان أزوليض وكان سعيدا بتلك الزيارة حيث أكد في إحدى المناسبات ”أن أول مرة يكون لها طعم ومذاق خاص لايوصف يكفي أنك تكون بين جنبات الرحاب الطاهرة وأمام بيت الله الحرام وإلى جوار الرسول (ص) لتستشعر أنك أحد ضيوف الرحمن وأن تواجدك في هذه البقعة المقدسة إنما هو بناء على دعوة الحق سبحانه وتعالى لك ،كل هذا يجعل الإنسان ينسى الدنيا وما فيها ويحاول أن يستغل هذه الفرصة في التقرب إلى المولى عز وجل “
ويضيف الفنان الشاعر ” مولاي الغالي ” الذي كان بصحبة عثمان أزوليض في تلك الزيارة أن زيارته للبقاع المقدسة منة من الله له وأن تلك الأيام كانت أحلى أيام عمره .
وهكذا وفي انتظار البقية فأبرز شعراء أسايس المشهورين أصبحوا حجاجا ، وكلهم عادوا من الحجاز مباشرة إلى ساحات أحواش لينظموا ويرتجلوا الشعر الأمازيغي وليلتئموا بجمهورهم وعشاق فنهم , أما نحن فما علينا إلا أن ندعو الله أن يتقبل منهم عملهم .