سوف لن نقبل التجاوزات،وسنربط المسؤولية بالمحاسبة، فأي مشروع لا يقوم على هذا المبدأ فإستمراريته تبقى مشكوكة فيها، وربط علاقات أخرى من نفس المجال حل وارد وبمقدوره أن يقدم إضافات مهمة سواء ا في الجانب المادي أو في تبادل الخبرات في التسيير للتوضيف الكامل والناجع للإمكانيات المتوفرة...هذه الأفكار التي ثمت بناء ا على طرح موضوعي للمشاكل والتشوف إلى أفضل الحلول المراعية لحياة الإنسان، والتي كانت من باب النقد الإجتماعي المسؤول الذي لايتردد في كشف السلبيات، وإعطاءها التكييف الصحيح، وتقديم البدائل...هي أفكار لن تبدوا غريبة أو غير مرغوبة فيها بالنسبة للذين يفقون القليل في العمل الجمعوي والذين يسهرون على إبقاءه في إطاره التطوعي الغير النفعي،لأنها لا تخرج عن النصوص القانونية التي تأطره...غير أنها شكلت النقط التي أفاضت ـ وستفيض ـ الكأس والتي إكتفو بها نخبة من الشيوخ المسيطرين على "جمعية أنيلول للتنمية والتعاون" لكي يصفوا طارحيها بأبشع الأوصاف من قبيل "إدعاء المعرفة والعلم" و"وضع العصا في العجلة" ،وغيرهما من التهم الصورية التي طبعت على محياهم ،والتي كانت نابعة م...
ن سوء الظن، وأحكام مسبقة، ونظرة خاصة متعالية للاخر المختلف ...والتي رحب بها المريدون وصفقوا لها طمعا في رضى الشيخ والإستظلال تحث ظله...فكان المشهد أشبه بسياسة نظام إستبدادي لإخضاع المتمردين بوسائل غير مشروعة تصل حد العنف الرمزي والجسدي، والطامة الكبرى وداهية الدواهي أن الأكثر إندفاعية منهم يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويفتعلون معركة لا أساس لها، لا تدفعهم إلى إثارتها إلا شهوة التعصب ولكي يظهروا بصورة الغيوريين أكثر من غيرهم عن المنطقة...،هذ الوضع المتردي والمستوى المتدني يفرض نفسه كلما فتح نقاش عمومي حول الجمعية والمواضيع التي تهتم بالمنفعة العامة، يجعلنا في أمس الحاجة إلى مرحلة إنتقالية يتم فيها جبر الضرر وإعادة النظر في المقاربات التي تعتمد في تذبيرالشؤون المرتبطة بالتنمية، وبالأهداف المسطرة لجمعية أنيلول، خصوصا وأن المنطقة في وضع يزداد سوء ا وتعيش على وقع إنزال مخططات مخزنية تخريبية تؤزم الأوضاع أكثر، والتي كان آخرها نهجه لسياسة تفريخ الخنزير، التي يلعب فيها منتخبوا المنطقة دور الوساطة وآخر مراحل الإنزال...
ولعلنا لا نشاطر الرأي أولئك الذين برروا المشهد بمشكل الفئوية ـ فئة الشباب في مواجهة فئة الشيوخ ـ ولن ننكون أبدا في صف من يحاولون تجسيد هذه الرواية الأسطورية في أرض الواقع، أذ نعتبر من يدخل حربا لا فائدة منها غبيا، ومن تخلف عن حرب لا بد منها غبيا أيضا، وإذ نؤمن بأن خلف صراع بين فئات المجتمع الواحد مشكل ستتفرع منها مشاكل أخرى التي بمقدورها تذمير كل شيء...لذلك الفئوية التي يروج لها إنما هي نتاج العقليات التي تهتم بالقشور والتي تستنتج إنطلاقا من فهمها السطحي الناقص للوقائع، ولو ثم بذل القليل من الجهد لغرض الفهم والإدراك لتأسس وعي حقيقي وقناعات شخصية عند الأفراد، وعي يكون هو اللبنة الأساسية وحجر الزاوية الذي يبنى عليه المشروع التنموي للمنطقة .
وأملنا كبير في أن يتم تجاوز الخلافات والحسابات الضيقة، وأن يكون التوحد والتعاون هو الأساس المثين الذي تقوم عليه الجمعية، وأن يتم إدماج جميع فئات وشرائح المجتمع من خلال فتح باب الإنخراطات الذي لم تفتح لحد الآن، وترك الطروحات الفئوية جانبا .