13/11/2012
عندما خرج ابراهيم بعد ظهر هذا اليوم (الثلاثاء 13 نونبر 2012 ).من الدوار بعد أن عرف الوثائق التي يجب عليه إحضارها من أجل إعداد ملف البطاقة الوطنية ، اتجه رأسا إلى مقر بلدية اغرم كي ينجز وثيقة عقد الاٍزدياد ...
في البلدية لم يجد ابراهيم أحدا ، مكتب الحالة المدنية مفتوح ، لكن المكلف بالاٍمضاءات غائب. .. هل هو في عطلة ؟ هل ذهب إلى مكان ما وسيعود ؟ أهو مريض ؟ كل هذه الأسئلة لن يجد لها ابراهيم جوابا ، لأن سعادة الموظف لم يكلف نفسه عناء تعليق ولو ورقة صغيرة في مكتبه حول سبب غيابه أو متى سيعود . ابراهيم شعر بكرامته تهان من جديد ، وتوترت أعصابه كما يحدث في كل مرة يدخل فيها إلى أي إدارة عمومية . في مثل هذه المواقف يتذكر ابراهيم تلك المقولة التي تقول : ما أصعب الغربة داخل الوطن . ولكن ما عندو ما يدير ، الغالب الله .
في باب البلدية ليس هناك كرسي واحد ، اللي بغا يكلس يكلس على الدص ، والرحيم الله . وعوض أن تعود بعقد الازدياد يمكنك أن تعود بروماتيزم قاتل في أحد أهم أعضائك الحساسة !
في باب البلدية سيسأل ابراهيم عن الموظف . احد العمال ديال البلدية قال له بصوت متسرع : سير قلب عليه فالقهوة .... آو …؟
عندما لم يعثر ابراهيم على الموظف في المقهى عاد إلى الباشوية. ليشكي مشكلته لباشا الدائرة وسأل احد موظفي الباشوية ليخبره ان الباشا غير موجود...
مرت نصف ساعة ولم يظهر الباشا ، ابراهيم طلع ليه الزعف هاد المرة بالمعقول ، وحاس بالدبانة كاتزنزن فراسو . واش هاد الناس ما عارفينش بللي ابراهيم كاتسنا فيه الخدمة . واش ما عارفينش بللي الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .
نظر إلى الشاوش بعين حاقدة ، ولكن الشاوش ما عليه والو مسكين . وشكون اللي مسؤول على هادشي ؟ طبعا كلشي كايعرفهم : إنهم أولائك الجالسين هناك ، داخل مكاتبهم المكيفة في العاصمة ، ويتلاعبون بالمواطنين كما يتلاعب الأطفال الصغار بلعبهم البلاستيكية . الله ياخد فيهم الحق !
ابراهيم ما قضى غرض ما والو ، وعاد إلى منزله بخفي حنين ، وبنفسية مكسورة وغصة في الحلق ، لو وجد طريقا يغادر عبره هذا البلد في تلك اللحظة لفعل ، ولو كان الاتجاه نحو طانزانيا أو الموزمبيق !
وفي انتظار أن يتحقق حلمه الكبير بمغادرة بلده ، سيستأنف معركة حصوله على عقد الاٍزدياد في الأيام القادمة . الله يكون فالعوان …
بوتحنوت