طقوس غريبة بغار أوجو لطرد النحس وجلب السعد
على بعد 6 كيلومترات من تيزكي اداوبالول وفي منطقة جلبية توجد قرية -أوجو- وسط القرية يوجد (افري ن أوجو) غار مظلم داخله منبع مائي يأتي اليه مئات الزوار من مناطق مختلفة من المغرب لمعالجة بعض الامراض حيث أيضا غار ممتليء عن اخر بالشمع وتمارس فيه طقوس غريبة.
المنبع الذي ضل لسنوات بمياهه العذبة و
الباردة المتدفقة من باطن الارض ليلا ونهارا دون توقف يشهد توافد الزوار خصوصا في فصل الصيف حيث يظل المترددين على هذا المنبع الذي يوجد داخل غار مظلم غير مبالين بطول الانتظار الذي كثيرا ما يتحول الى جموع للتسليةوالترفيه عن النفس بين المتعارفين او الاصدقاء.
في أوجو أنت مدعو لتشاهد طقوسا غريبة في بعض الاحيان دجاج وخراف تذبح على مقربة من منزل (سيدي عبد الله بن امبارك حسب روايةالمعنيين) وشموع ودراهم توضع داخل المغارة نساء يرفعن أيديهن الى المنبع عوض الله لطلب الشفاءوشابات بلغبن من العمر الثلاثين أتين لطرد النحس والبحث عن رجل الاحلام.
انطلق سيدي عبد الله بن امبارك -تسليم- من ايت عبد الله قاصدا أقا وعندما وصل الى أوجو شرب من عين أوجو ودعا لسكان القرية بالخير وكان يحرص على زيارتها كل عام تقول مي خدوج وهي سيدة في الخمسين من العمر من ساكنة من المنطقة.
سيدة أخرى أتيت قصد علاج السحر انتظرت طويلا حتى حان دورها دخلت الى المغارة ومعها 10 دراهم وبضع شمعات قضت مدة عشرة دقائق وهي تكرر نفس الدعاء مع اقحام اسم عبد الله بن امبارك ابنها سعيد البالغ من العمر 20 سنة قال انه لا يؤمن بهذه الخرافات وهو يطلب من والدته الخروج من المغارة ويؤكد ان لو كان بوسع عبد الله بن امبارك بيده شيء لأخرجه يوم اتاه عزرائل يقول سعيد بغضب. فتاة اخرى من تيزكي ترغب في طرد العنوسة أتيت الى اوجو بحثا عن عريس مرتقب كتبت اسمها بخط عريض على حائط قرب الغار واسم من ترغب بالاترباط به قبل ان تستحم بماء المنبع وتتخلص من بعض ملابسها وبالتالي رمي التابعة.
ويتحول محيط المنبع بعد غروب الشمس والى وقت متاخر من الليل الى حلقة سمر يجتمع حولها بعض الزوار هروبا من الحرارة داخل البيوت التي بيتي خصيصا لهم - كراء البيت 30 درهم لليوم - للجلوس وتبادل الحكايات وقضاء وقت للترفيه عن النفس في حين يقبل عليها البعض تجنبا للانتظار وازدحام النهار.
الزوار المنحدرين من دواوير قريبة والمتمسكين بهذا المنبع الذي وهبته الطبيعة لهم يؤكدون أنه لم يتغير يوما طعم الماء او يختلط بشيء فهو نقي وصاف وعذب رغم استحمام النساء بماء المنبع مؤكدين صلاحيته في علاج اوجاع البطن عند شربه قبل تناول أي شيئ .
يرى الكثير من السكان ضرورة بقاء هذا المنبع على حالته الطبيعية باعتباره يمثل رمزا تقليديا مقرون منذ القدم بقرية أوجو الا انه يتطلب عملية ترميم للحفاظ عليه كموروث من التراث المادي على غرار سيدي حرازم وغيرها من العيون الاخرى.