إننا نعيش في وقت أحوج ما نكون إلى الأخلاق والقيم والشرف والعفة والكرامة وحفظ الأعراض وصيانة الأهل وصيانة الأنفس إزاء هذه التيارات الجارفة والمغريات الزاحفة والفتن ما ظهر منها وما بطن ، يقول جل ذكره: ]ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[ والراجع قليل إلى الله ، وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ليستحلن آخر أمتي الحر والحرير والخمر والمعازف) والحرى هو الزنا فقد استحله بعض الناس وكذلك الخمر والمعازف استحلها البعض بأسماء لم يأذن بها الله حتى يحلوها وهم يعلمون بأنها جرم وفاحشة ، أما الخمر فإنهم يسمونه بالمشروبات الروحية وأما الزنا فسموه بالحب والعلاقات النظيفة ، وكذلك المعازف وما شابهها سموها فنا وإبداعا حتى تزين للناس الباطل فانجر ضعاف النفوس إلى الموبقات .
إخوة الإسلام :
إن الفجور والفاحشة ما ظهرت في مجتمع إلا منع اللهم منهم الخير ، هذه الجرائر ما فعلها قوم إلا منعهم الله الأمطار ، ومنع منهم البركات وأنزل عليهم الموبقات والمهلكات والأمراض الفتاكة ، وفي مقدمتها مرض نقص المناعة والزهري وغير ذلك من الأمراض الوبيئة التي تثبت الإحصائيات يوما بعد يوم خطورتها وتقرع أجراسها معلنة إنذارا خطيرا بأن المجتمعات إذا لم تنتبه لنفسها فإنها ستنجرف إلى الهاوية .