الترحال عبر العالم لمدة تفوق 24 سنة تفجر طاقة شاعر من قرية "تيوايور" باسافن عمالة طاطا

يعتبر دخول عبد السلام نصيف في تجربة السفر بمثابة استجابة لتلك الرغبة الجامحة التي ستدفع به لاكتشاف ومعرفة مختلف عوالم هذا الآخر... إنها مغامرة ستقوده للترحال عبر العالم لمدة تزيد عن 24 سنة. سيتنقل خلالها من قارة إلى قارة، ومن بلد إلى بلد، ومن مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى قرية... كأنه يرغب في هذا كله إعادة تشكيل تفاصيل اللغز العجيب الذي يكون الإنسان والعالم. وسيستمر إذن هذا الشاعر المتميز في البحث عن مكونات وجزئيات تلك العلامات التي تمكنه من تشكيل معنى لهذا اللغز، وذلك للذهاب بعيدا في سفر يخترق كل الأزمنة والأمكنة للاقتراب أقصى ما يمكن من الذات والالتقاء بها لمعرفتها وإعادة تكوينها
السر في علاقة الشاعر عبدالسلام نصيف بالفنون الشعرية يكمن في أن هذه الفنون أساسا موهبة ، لكن تيهه بين جبال سوس و طرقها اعتبر الشاعر ذلك مدرسة تخرج منها بتفوق ، فمدرسة « تاسوكْتْ « أي » الشارع » من أغنى المدارس التي لا تحتاج إلى ذكاء ، بل إلى حسن النية و التوكل على الله ، فهي واسعة و أبوابها مفتوحة.
الترحال عبر العالم لمدة تفوق 24 سنة تفجر طاقة شاعر من قرية "تيوايور" باسافن عمالة طاطا 37961

الترحال عبر العالم لمدة تفوق 24 سنة تفجر طاقة شاعر من قرية "تيوايور" باسافن عمالة طاطا 37961

أصدر الشاعر أول ديوان له سنة 2006 بعنوان « درست ءي سوقاسْ »» وخز الكلمات» هي ثمرة هذه التجربة التي عاشها عبد السلام نصيف بعد كل هذه التنقلات. فهو، و إن لم يكن ينوي الدخول في البداية في تجربة الكتابة، فإنه سيجد نفسه تحت وطأة قارحة جبارة جعلته يقول أن: «كل شيء خرج دفعة واحدة كصرخة خلاص.» ففكرة الكتابة انبثقت في ذهنه أثناء تيهه بين مسالك جبال سوس و طرقها، بحيث أحس حينها برغبة تحثه على إخراج هذا الزخم الشاعري الذي طالما أثقل كاهله. و بذلك دخل عبد السلام ناصيف في خوض مغامرة جديدة قادته ليسافر في عالم المتخيل، و يتنقل بين ثنايا الذاكرة والحلم وآثار ما سيخلفه الترحال من أحاسيس في لغته.
«وخز الكلمات» هو محاولة منه لتجاوز واقع الأشياء المحيطة بنا، للذهاب بعيدا عن حدودها الضيقة وإعطائها قيمتها الجمالية، وكذلك من أجل إشراك المتلقي في هذا الإحساس بعمق الوجود عبر الكلمة الشاعرة. تلك هي المتعة التي تضمنها قصائد عبد السلام ناصيف للقارئ المحب لهذه الرحلة الشاعرية التي لن يضيع في تجوالها شيء: « ليس هناك سفر سيء فنحن لا نتيه فيه أبدا». فكلما طال السفر، كلما تعلم الإنسان، ما دامت الأشياء تتضح دوما لديه أو تتغير.
وفي سنة 2008 أصدر ديوانه الثاني « ءاسنفوخْ ءوسافو » « العلاج في الكي « و ديوان« ءاژ ءولاون » « التقرب الى القلوب « 2009 . و هاهو يصدر ديوانه الرابع باعنوان « رزم ءولاون » « مفتاح القلوب «
ولد الشاعر عبدالسلام نصيف1960 بقرية « تيوايور» بقبيلة إسافن أيت هارون بإقليم طاطا ، بالأطلس الصغير .اشتغل في ميدان التعليم قبل مغادرته المغرب إلى أوروبا ، ومن هناك بدأ الترحال عبر العالم ( إيفريقيا ، آسيا ، أمريكا ) في غربة دامت أزيد من 24 سنة ، كما سافر الشاعر عبر المغرب خصوصا سوس الكبرى ، و خلال هذه الأسفار ابتلي بالكتابة ، انطلاقا مما عرفه في حياته اليومية ومن خلال احتكاكه مع الطبيعة و مع البشر ، و ذلك لأجل ملء الفراغ من جهة و للتعبير عما عاشه شخصيا من مشاعر و ما لمسه من معاناة غيره من جهة أخرى ,
« الشاعر عبد السلام نصيف شاعر وثيق الصلة بفن القول و الصياغة و ترجمة الإيحاءات إلى تجربة شعرية متفردة، إنه يحاول أن يفيدنا بشعره المفعم بحكم منبعها الإحتكاك بالواقع، و الإستفادة من الوقائع قصد الإعداد للمتوقع و المنتظر من محاذير و خطوب الحياة ... إنه يحاول أن يعود بالشّعر إلى نفعيته و وجاهته في خضم واقع يشهد ضحالة الكلمة و فقر الصياغة و سطحية الدلالة و المعنى .
وعن مشاريعه الشعرية المستقبلية هناك ديوان آخر باسم « تيزوا نْ ءودْرار » بمشاركة شعراء آخرين من سوس الكبرى.

جريدة العلم

تحية تقديرية للشاعر والكاتب الكبير

ayyuz