الأستاذ إبراهيم اوبلا : الاحساس بالهوية المتكونة من التراث العربي والأمازيغي يكون عند ممارسة الثقافة ، وأن الاسلام عنصر توحيد .في إطار" الملتقى الاول للثقافة والفن : دورة أرشاش" للمجلس الجماعي لجماعة اسافن ، أيام 6 و7 من شهر ابريل 2013 ، تحث شعار الجماعة المحلية في خدمة الثقافة والفن ، الى الأنشطة الفنية . نظمت الجماعة ندوة فكرية تحت عنوان :" " اسافن : تاريخ وثقافة "" يوم الأحد 07 ابريل 2013 بقاعة الاحتماعات بمقر الجماعة . أطرها الاستاد ابراهيم اوبلا. حضرها بالضافة الى المسؤولين الجماعيين العديد من المهتمين بالشأن الثقافي والفني وبعض الأطر التعليمية ، وثلة من الطلبة الجامعيين ،كما تميزت بحضور لافت للعنصر النسوي ، وفعاليات المجتمع المدني. وتأتي هذه الندوة في إطار رغبة المجلس بالتعريف باسافن حيت تناول ثالثة محاور: تاريخ اسافن (الجذور التاريخية للمنطقة ، عصر تأسيس الدولة ،العصر الحديث وثقافة اسافن والتراث المادي والتراث اللامادي ، الفنون :أحواش ،اهنقار، تزرارت اضافة المحوار الاخير حول حماية الثراث الثقافي والفني : مسؤولية من ؟ و حمل فيه المسؤولية إلى كل من : المجتمع ، الجماعة المحلية ، المدرسة ، وزارة الثقافة
في بداية محاضرته نوه الاستاذ ابراهيم اوبلا بمبادرة المجلس الجماعي لجماعة اسافن وانفتاحه على المجتمع المحلي من خلال تنظيمه للملتقى الثقافي والفني الأول في نسخته الأولى الذي يعتبر فرصة للحوار والتواصل مع الساكنة .
وأكد أن قراءة التاريخ دليل على تطور الانسان والمجتمع وان عدم قراءتها جريمة ، مبرزا العلاقة الجدلية بين التاريخ والثقافة ، وفي معرض حديثه عن تميز الشعب المغربي بتعدد عروق واثنيته اللغوية بوجود الأمازيغ والعرب وتعايشهم واندماجهم وتمازجهم الثقافي مستدلا بعدم نشوب اي حرب اثنية بالمغرب كما أكد على صعوبة الحسم في الأصل داعيا الجميع الى العناية بالجدور المكونة للاثنية لأن الاحساس بالهوية المتكونة من الثراث العربي والأمازيغي يكون عند ممارسة الثقافة ، وأن الاسلام عنصر توحيد .
مفهوم اسافن : اسافن جمع اسيف وسميت كذلك لكون المنطقة تتواجد بها عدة اودية من كل الجوانب وتصب كلها في اسيف امغار وتتكون المنطقة من 9 قبائل.
وأكد أن الانسان بالمنطقة متجدر اعتمادا على بحث دقيق حول منطقة باني والذي قام به اندري سيمونو وكذا على الرواية الشفوية والمخطوطات والمؤلفات الأجنبية ووثيقة وجدت عند عبلا اهمو نيت احي والمنسوخة لدى سيدي ابراهيم امحند بأكادير الهناء تتضمن كافة اسر اسافن عند مجيئهم من تمدولت التي تعرضت للخراب وانتشر سكانها في كل ارجاء الأطلس الصغير باستتناء ابركاك الذين اتوا من قلعة السراغنة .
كما ذكر أن المغرب كانت تحكمه دويلات تتمتع بالاستقلال الذاتي عسكريا ومدنيا عن الدولة المركزية ، فكل القبائل تعمل على مبايعة السلطان ، وتسمى هذه الدويلات بأراضي السيبة غير انه عند مجيء الأوربيين تبين أن هذه القبائل لها نظام سياسي ديمقراطي (نظام عرفي ) يعتبر فيه الشيخ رمزا للقبيلة وله برلمان مستدلا بقولة دوفوكو حيث قال : ''وجدت القبائل بالأطلس الصغير ليست متسيبة لكن لها نظام ديمقراطي.'' ومنطقة اسافن دخلت في نفس الحكم .
أما بالنسبة لفترة الاستعمار والذتي بدأت فيها كتابة التاريخ المعاصر فأكد الأستاذ المحاضر أن الاستعمار كان له هاجس القضاء على الأمازيغ الذين يعتبرهم مشكلة بسبب محاربتهم له وذكر بالمعارك التي تم خوضها ضد الاستعمار ( معركة الهري ، حرب ايت عطا ، حرب امان نتزارت ، ايت عبلا ....)
تاريخ المنطقة اعتمد على علم الأركولوجيا (النقوش الصخرية) وعلى السحنة (الأسماء )
ويتميز سكان اسافن بكونهم امازيغ لعدم توافد العرب على المنطقة ، ودعا الأستاذ الطلبة الى البحث في تاريخ المنطقة وثراثها كما دعى الأسر التي تتوفر على مخطوطات قديمة بعدم البخل بها على المهتمين والباحثين
وبالنسبة لثراث المنطقة فيتمثل في الثراث المادي والذي يتضمن النقوش الصخرية وتنقسم الى متوارية ومكشوفة وتتوفر على الرسوم والحيوانات الداجنة وكذا حروف *الأمازيغية وتعود الى ثلاثة عهود : عهد القناصين وعهد تدجين الحيوان والعهد المعدني .
* والمغارات والكهوف
* العمارات : وتعتبر أهم ثراث مادي بالمنطقة إذ ان سكان اسافن عند انتقالهم من تمدولت حملوا معهم تقنيات العمارة حيث يتم البدء بـ''اسكن ''وهناك عدة انواع من العمارة ذكر منها :
• أسون : وهي المداشر الملتصقة بالجبال يتم بناءها بسبب الخوف من الفيضانات و يتم استعمال الحجر والطين في عملية البناء
• اكيدار : وهي الحصون الأمازيغية غالبا ما يتم بناءها من طرف القبيلة في حالتي الحرب والسلم ، ويعتبر اكادير برلمانا للقبيلة يتم فيه مدارسة المشاكل كما يتم فيه وضع المؤونة يقوم بحراسته حارس وتوجد به مطفية يتم تشييدها داخلة مخافة الحصار في حالة الحرب كما يحيط به سور عالي وابراج للمراقبة .
وبالنسبة للثراث اللامادي فقد أكد الأستاذ المحاضر أن منطقة اسافن تزخر بعدة أصناف ذكر منها التعابير الشفوية كالشعر الذي يتم تناقله لكنه مهدد بالاندثار والحكايات (اومين ) وفنون الأداء من امارك أهنقار وتمووشت وتزرارين بالإضافة الى العادات والتقاليد و الطقوس الاجتماعية والفكر الانساني حيث تتواجد بالمنطقة مجموعة من المدارس العلمية العتيقة ( موشدير ، ولكناس ،ايت وارح ...) كما أن كل دوار يتوفر على مسجد يتولى فيه الفقيه تعليم الصغار
وفي الأخير تطرق الأستاذ الى مسؤولية حماية الثراث وكتابة التاريخ متسائلا عن المسؤول عن ذلك حيث أكد أن مسؤولية بناء ثقافة وتاريخ المنطقة والمحافظة عليها مسؤولية المجتمع أولا والمجتمع المدني ثانيا كما تتحمل الجماعة المحلية والأجهزة الحكومية قسطا من هذه المسؤولية .