مُحَمد بن عبد الكريم الخطابي 1882 - 1963، مقاوم مغربي من الأمازيغ. رئيس جمهورية الريف (شمال المغرب) ما بين 1921 و 1926. حارب الاحتلال الفرنسي والإسباني، ولقب ببطل الريف، وأسد الريف. بويع أميرا للمجاهدين، ورفض أن يبايع ملكا بالريف. كما رفض ان يبايع خليفة للمسلمين. عاش مجاهدا متصوفا (بتعبير أحمد المرابط). لم يقبل المناصب ولا النياشين ولا المال. رصد له البرلمان الهندي منحة خاصة لمساندته الحركات التحررية؛ ورفض
هو من مواليد بلدة أجدير بالريف في المغرب سنة 1882. تتلمذ على يد والده(حفظ القرآن).ثم أتم دراسته بمدرسة الصفارين والشراطين بفاس.وعاد إلى فاس كموفد من طرف والده إلى السلطان عبد الحفيظ العلوي لشرح موقف والده من الحرب على بو حمارة.مدة 6 أشهر.
تخرج من جامع القرويين بفاس. بعد أن تشبع بالفقه الإسلامي والحديث
عمل معلما ثم قاضيا
قاضي القضاة في مدينة مليلية المحتلة
ومحرر في جريدة تلفراف الريف El Telegramma Del Rif
اعتقل في مليلية من طرف الأسبان.
قضى 11 شهرا بعد أن برأته المحكمة من التهم المنسوبة إليه.وعين قاضيا للقضاة من جديد. ولما فشلت المفاوضات بين أبيه "عبد الكريم" والإسبان، عاد بصحبةأخيه(س أمحمد) إلى أجدير لتنظيم صفوف القبائل وراء والدهما الذي يقودالمقاومة بتفرسيت، الناظور.
وحد صفوف قبائل الريف شمال المغرب. قبائل: آيت وياغر (بني ورياغل)، آيت تمسمان، آيت توزين، أبقوين...(وباقي قبائل الريف وقبائل جبالة). وسماها ومن انضم إليها: "مجلس القبائل". حَوٌلَ صراعهم وقوتهم نحو العدو الإسباني الذي احتل جل القبائل القريبة من مليلية ووصل إلى قلب تمسمان وإلى أنوال وهنا دارت معركة أنوال (مايو 1921)الشهيرة حيث انهزم الإسبان أمام المقاومة والاحتلال أمام التحرير والحرية، والآليات الحربية المعاصرة أمام عزيمة القبائل الثائرة المحاربة بالبندقية(و زادها : التين اليابس وخبز الشعير). واندحر الجيش المنَظٌم والكثير العددأمام قلة من المجاهدين، وانهزم الجنرال سلفستري (الصديق الحميم للملك ألفونسو 13 ملك اسبانيا آنذاك).الذي وعد ملكه وجيشه والعالم بأنه سينتصر على الريفيين وسيشرب الشاي في بيت عبد الكريم الخطابي بأجدير وخاب ظنه لما أرغم جنوده على شرب البول بسبب الحصار المضروب على الجيش الأسباني أمام محمد بن عبد الكريم الخطابي. قال عنه الأستاذ محمود محمد شاكر[1]:
فهذا البطل الذي نشأنا منذ الصغر ونحن نمجد اسمه، ونسمو بأبصارنا إليه، ونحوطه بقلوبنا وإيماننا، ونجعله المثل الأعلى للعربي الأبي الذي لا يقبل ضيما ولا يقيم على هوان، هو نفسه الذي علمنا بفعله لا بلسانه أنه "لا مفاوضة إلا بعد الجلاء والاستقلال"
بعد تسليم نفسه، قام المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي تخلى عن مشروع جمهورية الريف حيث نادى باستقلال كل المغرب من الحماية الإسبانية والفرنسية، كما ساند انطلاقا من القاهرة ومن خلال راديو صوت العرب الناصري الحركات التحررية في كل من الجزائر، تونس، ليبيا، وباقي الدول العربية والإسلامية، إلى أن توفي في القاهرة بمصر، في 6 فبراير 1963، (أي بعد أن شهد تحرير واستقلال المغرب من الحماية الإسبانية والفرنسية، ولا يزال يعتبر إلى الآن بطلا قوميا) في المغرب وكافة البلدان العربية.
وقد عاش حياته مجاهدا صادقا ساهم في مسيرة التحرير، ومتصوفا زاهدا في الحياة.
وجدير بالذكر أن الفرنسيين قد نفوه وعائلته إلى جزيرة لارينيون وبعد أكثر من عشرين عاما في المنفى، قرروا نقله إلى فرنسا، وأثناء مرور الباخره ببورسعيد طلب حق اللجوء السياسي من الملك "فاروق" وأستجيب فورا إلى طلبه وظل مقيما بمصر حتى توفى وقد لجأ معه لمصر عمه الأمير عبد السلام الخطابى، وشقيقه "الامير مَحمد عبد الكريم الخطابى" وزوجاتهم وأولادهم.
توفي في القاهرة بمصر، في 6 فبراير 1963، ودفن في مقبرة الشهداء بالقاهرة.