ان موضوع التحرش قديم منذ وجود الخليقة لما يحمله الإنسان من رغبات ومشاعر وحاجة جنسية مكبوتة، وقد انحرف الإنسان في توظيف هذه العواطف توظيفا صحيحا كما رسمها الله لهما، وهنا ظهرت هذه الحالة التي تسمى التحرش سواء من الرجل أو المرأة
ومعنى التحرش: هو فرض الشخص نفسه على الآخر بدون الاستئذان أو موافقة الطرف الآخر وذلك في محاولة لاستمالته وترغيبه في إنشاء علاقة مع الشخص المتحرش.
وبالرغم من أن المرأة لها دور في التحرش، إلا أن الفكر العام هو أن الرجل هو الذي يتحرش عادة، ويجد الرجال في هذا ظلما لهم حيث أن التعميم يسيء إليهم. وتبدو المرأة وكأنها الضحية الوحيدة نتيجة هذا التحرش. وقد سمعنا قصصا كثيرة في التاريخ كيف يبدأ الرجل بقول الشعر في الفتاة التي يميل إليها ويتعدى على خصوصيتها عندما يصف جسدها أو صفاتها كالشاعر عمر بن أبي ريبعة وعنترة العبسي الذي كاد أن يقتل لكثرة ما قال في ابنة عمه دون موافقة أهلها.
ولكن في وقتنا الحاضر أصبح موضوع التحرش قضية تعقد لها جلسات في المحاكم، لكثرة ما نجد حالات من التحرش القسري والاعتداءات الجسدية المتكررة سواء على الأطفال أو الفتيات.
إن الموضوع لا يتعلق بالرجل وحده، فالمرأة أيضا متورطة في هذا الموضوع حيث قرر علماء النفس أن التحرش يحصل من كلا الجنسين ولكن تختلف الطريقة، فالرجل يتحرش بطريقة مباشرة أما المرأة فتتحرش بطريقة غير مباشرة عن طريق التزين وبعض التصرفات وحركات الإغراء، ولكن في النهاية يلام الرجل لأنه يأخذ الطريقة الواضحة في التحرش ويتقدم بخطوات جسدية وهذا ما يضع اللوم عليه في معظم الأحيان.
ويجد بعض الرجال الأعذار لهم بوضع اللوم على حواء. ولكن ما الذي يجعل رجلا يتحرش دون الآخر مع نفس الحواء؟ إذا هو طبيعة الرجل الذي لا يتمالك نفسه أو يروضها، وتكون القيم عنده قابلة للمساومة لذلك نجد بعض الرجال ميالين للتحرش كلما سنحت لهم الفرصة، والبعض لا يمارس أبدا هذا التحرش تحت كل الظروف.
يقول الكتاب المقدس أن الشهوة تبدأ بالعين، وبعد ذلك تقود العين إلى المراحل الأخرى التي لا تحمد عقباها، لذلك وضع الله قانون العفة في قلوبنا لكي يكون الإنسان محصنا من الإغراءات التي يتعرض لها.
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=vyB0r5chUQU