"اللهم إنا مستضعفون مقهورون فانصرنا.. اللهم عليك بالبوذيين الماغ ومن ناصرهم.. اللهم أهلك الظالمين وكل جبار متكبر.. اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك".
بهذا الدعاء استقبل نحو 10 ملايين من أقلية "الروهينجا" المسلمة معظمهم يعيش في إقليم الراخين بـ"ميانمار" (بورما سابقًا) صيام أول أيام شهر رمضان المبارك، رافعين أكف الضراعة أن ينتقم لهم من جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، والتي تدعمها الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد، بعد ما ارتكبوه بحقهم على مدار الأسابيع الماضية من قتل وتعذيب وتهجير وطرد وحرق، حتى أبادوا قرى يقطنها مسلمون بكاملها، في ظل صمت عالمي مريب!!.
وفى إقليم أراكان يعاني المسلمون فى الشهر الكريم من حملات «الماغ»، البوذيين الذين يمثلون الأغلبية «نحو 70% من سكان البلاد»، وسط المذابح يحرص مسلمو بورما على طقوس صيامهم، رغم التخوف من أن يشهد الشهر الكريم موجة جديدة من اعتداءات «الماغ».
طقوس رمضان «البورمى» تبدأ من أول صلاة تراويح، يحرص عليها المسلمون فى بورما، حيث ينام الجميع بعد التراويح مباشرة، ليستيقظوا قرب الفجر لتناول وجبة سحور خفيفة، مكونة فى الأغلب من الألبان، ووجبة الـ«ديوريانز»، وهى خليط من العصائر والفواكه.
أما الإفطار، فهناك وجبة «لورى فيرا»، التى تحضرها النساء من الخبز والأرز مع مرق الدجاج، فضلًا عن طبق «بنى بات»، مع أطباق الـ«نجابى»، التي تصنع بكثرة قبل أيام من قدوم الشهر الكريم، حيث تتطلب كميات من الجمبري والسمك، والفلفل الحار، وبعض التوابل.
على طاولة الإفطار فى بورما، هناك أيضًا مأكولات معروفة فى الدول العربية، مثل البليلة والشعرية، والتمر واللبن، ولا يفضل البورميون وجبات لحوم الأبقار والضأن، ويستبدلونها بالأسماك مع الأرز كوجبة رئيسية، ومكرونة فيازو، وطبق الـ«فيرا».
و يستقبل مسلمو بورما رمضان هذا العام، فيما تغشاهم حالة من القلق وتنتابهم حالة من الحزن، ليس فقط على أحبائهم وإخوانهم وذويهم الذين قتلوا، ولا على ديارهم التي شردوا منها، ولا بسبب أنهم يبيتون ليلتهم وهم لا يعرفون إن كان سيطلع عليهم النهار أم لا، ولكن كل ما يقلقهم أن يحافظوا على "بقعة" لطالما رُفع فيها اسم الله على مدار قرون، داعين الله سبحانه في الوقت نفسه أن يتقبل صيامهم وقيامهم، وأن يلهمهم الصبر على ما يلاقونه، ويرحم ذويهم ممن لقوا حتفهم على أيدي جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة.