إلى السيد رئيس الحكومة

مريم التيجي

فوجئت كما سيفاجأ كل المواطنين بخبر الزيادة المرتقبة في البنزين، وتساءلت بقلق إن كان الوقت مناسبا لخطوة كهذه، هل سيتحمل المواطن المغربي كل الزيادات التي ستلحق بهذه الخطوة؟ سيرتفع كما تعلمون تبعا لذلك سعر كل ما له علاقة من قريب أو بعيد بهذه الطاقة الحيوية، وسيرتفع مع كل ذلك حجم السخط..
لا يعنيني كثيرا أن تنخفض الثقة في حكومتكم، ولا أن يقل عدد الذين يطاردونكم ليلتقطوا معكم صورة أو يغنموا منكم بتحية، لكن يشغلني كمواطنة أن ينخفض مؤشر الأمان في وطني وأن تسير الأمور في الاتجاه الأسوء..
هذا القلق لازمني طيلة النهار، ولأتخفف منه قررت أن أفعل شيئا ولو كان مجرد كلمة، حاولت أن أتصل بكم شخصيا، وبعد أن تعذر ذلك ركبت أرقام بعض الوزراء القريبين منكم، سمعت أجوبة مقنعة عن الأزمة المرتقبة والواقع الاقتصادي الذي يفرض هذه الزيادة، مشفوعة بأرقام صادمة..
لكن المواطن لن يسمع شيئا مما سمعته، ولن تصله من الأرقام الا رقم الزيادة على ثمن خبزه ووسيلة نقله اليومية..
سيدي رئيس الحكومة، هل سمعتم عن شيء اسمه ثورة الاتصال؟ اسمحوا لي أن أخبركم أني أشك في ذلك، لأنكم وإن نجحتم في رفع نسبة المتابعة لجلسات البرلمان بغرفتيه ومطبخه، فإن عدم فتح نقاش واضح وشفاف في الاعلام، الذي للأسف لم تتسلم بعد حكومتكم مفاتيحه، حول خطوة بهذا الحجم وبهذه الخطورة يؤكد أننا تهنا مجددا عن طريق التغيير..
إن كان برنامجكم الانتخابي حافلا بكلمات من قبيل الحكامة الجيدة، فاعذروني ان بت أعتقد من الآن أنكم كنتم تعنون بذلك شيئا آخر لم نكتشفه بعد، لأن الحكامة الجيدة لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال دون الشفافية في التواصل وتدشين عهد الحق في الوصول الى المعلومة..
حتى لا أطيل عليكم، أكتفي بهذه الاشارة وأتمنى أن تستعينوا بمخرج أكثر مهنية في الإنتاجات المقبلة، وأن تواكب هذه الزيادات التي سيتحملها المواطن مبادرات ولو رمزية من طرف المسؤولين تشعره أنه ليس المعني الوحيد بتحمل تبعات الأزمة..