الأشباح تطارد المصطافين على شواطىء تايلاند و الصين
نعرف شكل عام أن الأشباح تفضل الأماكن المهجورة و تقطن الأماكن التى يهجرها البشر ، و معظم القصص و الروايات المتداولة عن هذا العالم العجيب تنصحك دائما بإتخاذ الحذر عند المرور بجوار المقابر أو القصور المهجورة أو الطرق النائية بأعتبارها الأماكن الأكثر تفضيلا للأشباح.
و لكن الجديد فى هذا الموضوع أن العفاريت المؤذية نقلت إقامتها مؤخرا للشواطىء و المنتجعات السياحية ليس هربا من الحر القائظ و لكن لأسباب أخرى.
أيضا فإن هذه الظاهرة -و لله الحمد - لا تقع فى الساحل الشمالى أو مارينا لكنها تسود حاليا مساحات شاسعة من المنتجعات الآسيوية التى كانت دوما هى الخيار المفضل للسائحين من معظم بلاد العالم.
السبب فى هذه الحالة من الرعب هو أعاصير تسونامى الشهيرة التى ضربت عشرات السواحل فى القارة الآسيوية و كان من بينها العديد من الشواطىء و المنتجعات ، و بعد هذه الكارثة الإنسانية المفجعة جاءت كارثة أخرى و هى الحديث الذى لا ينقطع عن أرواح الضحايا التى تحولت إلى أشباح هائمة تستوطن المنطقة و تطارد العابرين إليها و زوارها.
و تقول الأساطير و الخرافات التى تنتشر فى هذه المنتجعات الآسيوية أن الأجسام التى لم يتم العثور عليها بعد و لم تدفن تظل أرواحها تجوب العالم دون أن تستريح .
و يعتقد البعض أن الأرواح المفقودة ستحاول جذب الأحياء إلى عالمها الخاص و أرضها.
و حول هذه المأساة السياحية قال أحد الخبراء أنه بمجرد الإقتراب من البحر يبدأ الناس فى القلق من كل هذه الروايات التى تقفز فى أذهانهم حتى إذا لم يكن هناك شواهد تؤيدها ، و أنه رغم مرور ستة أشهر على تسونامى فإن الجميع حتى الآن مازالوا يحاولون تجنب المنتجعات و الشواطىء و هو ما يحدث فى تايلاند و الصين و جنوبى كوريا و غيرها من المناطق التى دمرها تسونامى.
و أكد الخبير السياحى أن الناس مرعوبة من الأشباح خاصة مع تواتر الشائعات التى تتحدث عن الأجساد التى تطفو بين حين و آخر على سطح الماء ثم تختفى ، و الأرواح التى تحوم فى المكان .
و النتيجة المتوقعة بالطبع هى إنهيار أعداد السائحين الذين كانوا يأتون إلى هذه الأماكن بشكل منتظم.
المثير للدهشة أنه بدلا من البحث عن تغيير المفاهيم و المعتقدات الشعبية الراسخة التى تروج لهذه الأحاديث فإن مسئولى السياحة فى هذه الأماكن يلقون الإتهامات على وسائل الإعلام بإعتبارها المروج الأكبر لقصص الأشباح ، و هناك بعض الأمثلة على ذلك فإحدى الجرائد الرياضية الكورية نشرت مؤخرا قصة على لسان ثلاثة من المشاهير الذين كانوا يصورون فيلما فى أحد المنتجعات الشهيرة قالوا فيها العديد من الحكايات عن الأصوات الغريبة التى يسمعونها هناك و عن الأشباح التى تظهر لهم و الأرواح المتعبة التى تهيم فى المنطقة و تبحث عن الراحة أو عن إصطياد بعض البشر لمرافقتها فى رحلة الضياع.
و من المعروف أن أكثر من 273 ألف فرد قتلوا فى تسونامى ، بينما هناك آلاف آخرين ما زالوا فى عداد المفقودين.كما أن عدد كبير من الضحايا كان من السائحين القادمين من أوروبا و آسيا. و المدهش أن عشرات الفنادق و المنتجعات الساحلية فى المناطق المنكوبة تم إصلاحها بسرعة قبل إقتراب الموسم السياحى إلا أن الضربة جاءت من الأشباح و الخوف من تكرار مأساة مشابهة لينطبق على المنطقة بأسرها المثل الشهير "موت و خراب ديار".