العمر : 34 الجنس : عدد المساهمات : 35 نقاط : 91 أوسمتى : تاريخ التسجيل : 15/08/2012
موضوع: لمحة تاريخية لمنطقة إغرم الأطلس الصغير :تارودانت الأحد 14 أكتوبر 2012, 01:56
لمحة تاريخية لمنطقة إغرم الأطلس الصغير :تارودانت
عرفت منطقة أيغرم الاستقرار البشري منذ ما قبل التاريخ، و ساعدها على ذلك موقعها الهام بجبال الأطلس الصغير و قربها من الصحراء حيث نشأت حضارات ميزت العصر الحجري الحديث و الفترة الممهدة. ولا زالت تشهد على تواجد إنسان ما قبل التاريخ بالمنطقة. لقد ازدهرت المنطقة على عهد الادارسة و خاصة بعد أن أسس المولى عبد الله بن إدريس مدينة تمد ولت سنة 213 هجرية، فأصبحت تتحكم في محور تجارة القوافل الصحراوية وفي مناجم الفضة و النحاس. ثم ازدادت أهميتها على المستوى العسكري الدفاعي خلال الفترتين المرابطة و الموحدين قبل أن تدخل مرحلة من التقوقع والانقطاع الكلي عن الخارج في عهد الدول التي تعاقبت بعد ذالك على حكم المغرب غير أن قيام الدولة العلوية مكن المنطقة من معانقة انتعاش اقتصادي و عمراني ونهضة علمية وفكرية توجت بالزيارة الميمونة للسلطان العلوي مولاي الحسن ألأول للمنطقة حيث قضى ليلة في مركز أيغرم كما قضى ليلة أخرى في ثلاث اوكنار بادوسكا جماعة تومليلين سنة1225ه عند الولي الصالح الاكنري سيدي أحمد بن إبراهيم بن سيدي علي بن سيدي سعيد المدفون في روضة تسدو غاس حيث توجد المدرسة العتيقة. وقد أصدر المولى الحسن ألأول ظهيرا شريفا عقب زيارته للمنطقة و أصدر أمره الشريف بإسقاط عن أهالي المنطقة جميع التكاليف المخزنية، وطيه نسخة من هذا الظهير الشريف. و كان من أهم ما خلفته هذه الزيارة للمنطقة تامين السلطان لجميع الطرق المؤدية إليها و خاصة الجهة الجنوبية مما جعل منها في دالك الوقت أحد أنشط المراكز التجارية الواقعة بالمحور التجاري الرابط بين الصحراء المغربية والأطلس الصغير و أغمات شمال ألأطلس الكبير. و في عهد الحماية الفرنسية عرفت المنطقة مقاومة شديدة ضد أطماع الاستعمار تمثلت في ظهور أحمد الهيبة الذي نظم حملة ضد ألاحتلال بعد أن وحد بين قبائل المنطقة التي ناضلت و صمدت في وجه المستعمر إلى أن قامت الحرب بينه وبين حيدا وميس الذي أراد فرض سيطرته على المنطقة بعد أن وجد العون و المساندة من الحسن التيوتي و من بعده محمد بن إبراهيم، ولما اندحر الهبة أصبح حيدا وميس باشا تارودانت الذي سيقوم بغزو قبائل ألأطلس الصغير بواسطة خليفته التيوتي وبتنسيق مع الكلاوي وأنهت هذه الحملة ثورة القبائل سنة1961. وبعد وفاة حيدا وميس ثارت القبائل من جديد فنجد قبيلة اداوزدوت و اندوزال يؤيدون الخطير امري شيخ اداوزكري سنة1917 الذي أصبح يتمتع بقوة لا يستهان بها وخصوصا بعد أن انضمت له باقي القبائل وبقي يقاوم ألاستعمار إلى أن مات وخلفه بعد ذلك أخوه عبد الله أمري. وتعتبر الحملة التي قام بها عبد الله زاكور شيخ قبيلة أيت عبد الله ضد الاستعمار الفرنسي من أشرس الحملات بالمنطقة حيث أنه ضل يقاوم الاحتلال ألأجنبي مدة تزيد على عشرين سنة وتجابه مع الجيوش المحتلين عدة مرات كان العدو يتكبد مرارة الهزيمة في كل مواجهة ويرجع ذلك إلى وعورة مسالك المنطقة وخبرة أهاليها بحروب المناطق الجبلية ، ولم يتمكن ألاستعمار من هذا البطل الشجاع الابعد اللجوء إلى أسلوب جديد في الحرب لم يكن لأهل المنطقة علم و لا دراية به وهو السلاح الجوي حيث استخدام الطائرات ودمر العديد من القرى و المد اشر وقتل العديد من جيوش عبد الله زاكور الذي اضطر في النهاية إلى الاستسلام. وقد عرفت المنطقة نوعا أخر من المقاومة حين تم تأسيس جيش التحرير، إذ يعتبر مركز أيغرم من اللبنات ألأولى في تكوينه وساهم العديد من أبناء المنطقة في العمل التطوعي في صفوف هذا الجيش