العمر : 36 الجنس : دولتي : عدد المساهمات : 167 نقاط : 449 أوسمتى : تاريخ التسجيل : 07/05/2012
موضوع: الفيس بوك Facebook نعمة أم نقمة ؟ الأربعاء 07 نوفمبر 2012, 11:40
الفيس بوك Facebook نعمة أم نقمة ؟
اوسار مصطفى
لا يكاد يخلو منزل أو مؤسسة أو شركة أو محل عمل من الفيس بوك، فلقد غدا عند البعض وجبة طعام رابعة، فلا يراوده الكرى قبل أن يتفقد حسابه الخاص . وغالبا - وللأسف - يستخدمه الناس لأغراض تافهة جداً، بل وحتى مخزية ومضيعة للوقت والصحة. فهذا كل همه أن يكون علاقات مع الجنس اللطيف، فيقف بين أقرانه متباهيا بعدد البنات المضافات عنده، وكم فتاة كلّم، وكم رقم أخذ. وتلك همها أن تبدو أمام الشباب - كليلى-، وتُخدع وتذوب بالكلام المعسول من أحد الذئاب، فتظنهم - امرؤ أو نزار - ، وهو يظنها إحدى الشقراوات صاحبات الغنج والدلال، وهي تظنه شابا وسيما، وأهم شيء عندها « الأخلاق « .
فكم خربت عائلات وضاعت أسر بسبب ابنة أو زوج أو الأم التي لم ترع حقوق أسرتها. وأناس همهم في عدد الإعجابات « الكومنت « ، للمنشور « البوست « الذي أنزله، ولم يكسب به فوزا لا في هذه الدار ولا في الآخرة، وتدفع بالضرر لأصحابها . على الجانب الآخر، فهناك نسبة من الناس يبدو واضحا كالشمس في السماء حسن استخدامهم وإدارتهم لهذا الموقع . فكم من معلومات مفيدة وخطيرة ومهمة وصلت إلى الكثيرين خلال دقائق، وكم من معلومات دينية غفل عنها الكثير تصلك فتذكّرك بها، وكم من أحاديث تناقلها الناس منذ سنين عدّة، لم أعلم أنها ضعيفة الا من الفيس بوك. وكم من شخص أعجمي دخل الإسلام، عن طريق محادثات بِلُغَتِهِم مع مسلمين أوصلوا لهم صورة الإسلام السمحة . إن الإنترنت بأكمله أصبح الآن داخل الفيس بوك، فلا يخلو موقع إلكتروني أو صحيفة أو محطة تلفزيونية من صفحة لهم على الفيس بوك، ولا يخلو داع أو شاعر أو أكاديمي من صفحة تواصل له، ومواضيعهم متجددة وقيمة، فلماذا نغفل عنهم ونركض متلهفين خلف الفنانين والفنانات، والمغنيين والمغنيات، طمعا في أخبارهم، وعلى صفحة أحد البرامج الموسيقية الساقطة نزلت المواساة والتعازي والحزن والكدر؛ بسبب خروج أحد المتسابقين «على جهنم «، في حين لم ينتبه هؤلاء إلى الدماء التي تراق في الشام وفي الأقصى وفي غزة، وكأن الأمر عبارة عن رواية من نسج الخيال . بقي أن نقول أن الفيس بوك، سيف ذو حدين، والخطأ أو الصواب - غالبا - ما يكون من المستخدم، وهو أشبه بنهر له شطّان، شط الخير وآخر شر، وأنت في وسطه، فاختر لنفسك ما تشاء، وتذكر: وما من كاتب إلى سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بيدك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه