إن أي حديث عن العنف داخل الجامعة يجب أن يكون موضوعيا ومبنيا على أسس متينة ومعرفة شاملة وعلى التفاصيل المملة عن الصراع الفصائلي داخل الجامعة المغربية...لا عن وعي مشوه أو عن طرح توجهه إيديولوجية سياسوية معادية للفكر الأمازيغي التنويري وعن عداء شديد للشعب الأمازيغي التي تدفع صاحبه إلى اللغة الركيكة والإنحطاط الفكري والثقافي ومن ثم الإبتعاد عن الحقيقة ونشر الأوهام،
الوهم الأول الذي مازالت تطارده الحقيقة الأمازيغية في فكرك، هو أنك تعتبر أن المغرب عربيا وأن وجود العرق العربي في المغرب شرعي وتلوح لذلك متجاوزا معطيات التاريخ والسوسيولوجيا والآركيولوجيا والطبونوميا التي دحضت طرحك العروبي وإجتثته من جدوره، ولم تتسع معرفتك لتشمل مفهوم الهوية وكيف تطرحه الحركة الأمازيغية بعيدا عن أي تعصب عرقي أو شيء من هذا القبيل.
الحركة الثقافية الأمازيغية هي أول من أعطى حلا علميا وعمليا للحد من العنف بالجامعة المتمثل في" ميثاق الشرف ضد العنف والإقصاء" الذي قدمته للفصائل والمكونات الطلابية منذ 1999 وقد قوبل بالرفض من طرف الفصائل المتياسرة، فلول حزب البعث بالمغرب، والتي تتبنى ما تسميه ب"العنف الثوري" الذي فرغته من مضمونه الحقيقي داخل النظرية الماركسية، ومازال الميثاق الذي قدمته يؤطر علاقات الفصائل الأخرى الموقعة عليه، بينما يصر الجنجويد العروبي المتمركس على تبني العنف ووصف الأمازيغ بأبشع الأوصاف من قبيل"أبناء العاهرات" و"الشوفين" ،بعد أن فشلوا فشلا دريعا وضرب بأفكارهم عرض الحائط، وأتبثت الحركة الثقافية الأمازيغية وجودها بقوة فكرها وبتصورها المبني على العلم والمعرفة التاريخية،ولدينا من الأسماء ضحايا عصابات الرداء الأحمر ما يكفي لكي تكف عن إتهام بجر الحركة الطلابية إلى العنف.
وجدير بالذكر أن هذه التهم الملفقة والمفبركة والتي لا تتجاوز ثقافة الإعلام الرسمي المعادي للأمازيغية والذي سعي إلى طمس معالم الهوية الحقيقية للمغرب قد تجاوزه النقاش العمومي حول القضية الأمازيغية فأنت هنا كل ما قمت به هو إعادة ما كتبته الصحف والجرائد المخزنية سنوات التسعينات على الحركة الأمازيغية وقد أتبتت فساد تلك الأفكار وسقطت عليه تلك التهم، وإن دل هذا عن شيء فإنما يدل على أنك تعيش في الماضي وتكبر وتنموا تحث ظلام خطاب القومية العربية الإقصائي.