شباب إسافن يشيد مجسما جديدا لحرف “أزا” في تحد نبيل للقرارات السلطوية الجائرة
كاتب الموضوع
رسالة
zondzond عضو نشيط
العمر : 47 الجنس : دولتي : عدد المساهمات : 35 نقاط : 97 أوسمتى : تاريخ التسجيل : 03/08/2012
موضوع: شباب إسافن يشيد مجسما جديدا لحرف “أزا” في تحد نبيل للقرارات السلطوية الجائرة الخميس 31 يناير 2013, 04:20
أقام شباب “تشكجي” إدوتنست بإسافن عمالة طاطا صرحا متميزا لحرف “أزا” الأمازيغي العريق ، وذلك كرد مباشر على إقدام قائد قيادة اسافن التابعة لطاطا في شهر نونبر من العام الماضي على تدمير “مجسم لحرف “أزا” الدي شيده الشباب بمركز خميس اسافن . مبادرة هؤلاء الشباب تستحق كل التنويه والتشجيع، وتسير في الطريق الصحيح، مسار تشبث الشباب بهويتهم الأمازيغية، ومسار توفير الحاضن الشعبي للأمازيغية لغة ثقافة وقيما.
وارتباطا بذات الموضوع نشير إلى أننا ومع عدة مواقع اخرى قد سبق أن نشرنا مقالا مؤثرا حول إقدام قائد إسافن على تدمير مجسم “أزا”، نعيد نشره كاملا، تذكيرا منا بما حدث حتى لا يحدث مجددا :
هل تعيش منطقة إسافن ربيعها الديمقراطي؟، كل شيء يوحي بذلك، والسبب المباشر، ليس بعيدا عن كل الأسباب التي أشعلت فتيل الإحتجاجات في كل بقاع الدنيا…أناس مسالمون يعيشون عذابات مواجهة التهميش وغلاء الأسعار وقلة ذات اليد، فجاة تعين وزارة الداخلية قائدا شابا بالمنطقة، يمر شهر ونصف، يخرج بعده بخلاصات أهمها تقريب المواطنين من مزاج القائد، وإرغامهم على تحمل شخصه الثقيل، وغضبه على من عينوه في تلك المنطقة المهمشة.
لا يجد أمامه سوى عمال الإنعاش الوطني، فهؤلاء الفقراء لا يملكون أي ضمانات تضمن لهم مدخول كل شهر، بطاقات الإنعاش التي تربطهم بالإدارة هي كل ما يملكونه…والقائد طبعا يعرف ذلك. يسحبها سعادته، من بعضهم ويفرض على البعض الآخر القيام بالسخرة…نعم السخرة، تماما كما في زمن العبث بكرامة المواطنين والمواطنات. غير أن السخرة أياها، لها بعد آخر له ارتباط بهوية المنطقة وما تبقى للسكان من شموخ وإباء…طلب القائد من عون الإنعاش، إزالة مجسم لحرف أز الأمازيغي، ظل شامخا فوق جبل من جبال إسافن منذ خمس سنوات…عون الإنعاش طبعا رفض لأنه فهم بأن الطلب غريب جدا، وبأن ما أمر بتدميره ليس مجرد حجارة وضعت في شكل هندسي، يعرف بأن الأمر لن يمر دون مساءلة، رفض في البداية، غير أن خطر فقدان بطاقة الإنعاش، أعمى بصيرته وأفقده بوصلة اتخاذ القرار الصائب…فكان ما كان من تخريب لمجسم أزا الأمازيغي…
القائد الشاب، بعد غزوة الجبل، أحس بالكثير من الزهو بالنفس وبجبروت السلطة يعتريه من رأسه إلى أخمص القدمين، يخرج للتأكد من سريان مفعول تسلطه وتجبره على مهمشي إسافن، يمر عبر الدروب والأزقة، يهرب بعض الفتية خشية وصول موكب القائد إلى مجمعهم، يغادر بعض المعطلين الحيطان التي يتكؤون عليها لتزجية الوقت…فالقائد يمكن أن يأمر بتدمير تلك الحيطان إن عرف بأنها آخر ما تبقى لأولئك المعطلين للتنفيس عن واقع حالهم…في جولته القائدية، يأمر القائد بتوقيف بعض اوراش البناء، منها ورش لسيدة لا تملك بيتا يسترها، يطلب منها القائد تقديم ملف كامل يشمل وثائق يسمع بها المعنيون لأول مرة…فالقائد صمم على تطبيق القانون، على الهامش ومهمشيه كما يطبق في حي الرياض بالرباط وكاليفورنيا بالبيضاء وستي سويس بأكادير…
وصل خبر تدمير المجسم إلى النشطاء المدنيين بالمغرب وخارجه، تداول الفايسبوكيون وهواة تغريدات تويتر خبر القائد الشاب الذي دمر رمز الأمازيغية في إسافن، تنادت الجمعيات وعم الحماس شباب إسافن فخرجوا للإحتجاج في اول ايام سنة 2013 ، أمام مقر عمل القائد…
سمع القائد شعاراتهم، أزعجه تركيزهم على رحيله…تذكر جباربة آخرين طالبت الجماهير برحيلهم ورحلوا…تساءل عن سر تشبث هؤلاء باكوام حجارة فوق جبل…ظل غارقا في تفكيره…سافر بخياله بعيدا…طرح سؤالا على نفسه : لماذا يكرهني هؤلاء؟…فأجابه صوت داخلي : لأنك تكره نفسك، وتحتقر ذاتك، وتستصغر إخوانك وأخواتك في الوطن، ولأنك تنتمي إلى زمن غابر، وتجهل معنى أن يكون من يصرخ ضدك أمازيغيا…ولأنك في محصلة الأمر خارج السياق المغربي
شباب إسافن يشيد مجسما جديدا لحرف “أزا” في تحد نبيل للقرارات السلطوية الجائرة