من المؤسسف في حالنا في هذه الحياه اننا نعلم الاوامر والنواهي
وماينبغي علينا فعلهه وما يجب علينا تركه
وكلانا يعلم ان هذا خير لنا وصلاح وفي ذلك عصيان وهواننا بالنفس
ولكن على ذلك وتلك مازلنا نعصي الله ولا نتبع سنن نبيه
وهذا كله لاننا تعلمنا القرآن قبل ان نتعلم الايمان به
وتعلم القرآن ليس حروفا تنطق وحركات تجود فقط ففهي لاحقه تأتي بعد
ان نتعلم الايمان بالقرآن تدبر معانيه والفعل بمبتغاه وتنفيذ مطالبه وتصديقه
ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان
أولاً قبل تعليم الأحكام ، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم
( العلم الرباني : هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره) ، وقد جاء في تعليم
الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة :
فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة ،
فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً ،
وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان .
وعنه قال : لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل
السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما
ينبغي أن يقف عنده منها
كما تعلمون أنتم اليوم القرآن ، ثم لقد رأيت اليوم رجالا
يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدرى
ما آمره ولا زاجره
ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه وقد دل الله على هذا الفعل با ايات كثر
حيث يقدم الايمان قبل القرآن فكلاهما متممان ومكملان لبعض بقوله تعالى
في آية النور {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء}
ويقصده هنا نور الايمان على نور القرآن
فكيف يكون الايمان وكيف يمكن تعلمه قبل القرآن؟
والايمان هو ان نؤمن بالله واياته وملائكته وكتبه ولا يخفي علينا ان نؤمن
بتوحيد أولوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته
وان نؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم باباتباع سنته واجتناب نوهييه
وحفظ وتدبر احاديثه
وان نؤمن بالبعث واليوم الاخر بتصديق ماقيل فيه وا نكون متجهزين له
بالاعمال الصالحه
ويكون تعلمه بالتفكر في الايات الصغيره التي تدعو الى الرهبة والخوف والتقرب
الى الرب والايات
التي نزلت من اواائل القرآن وليكون لنا في جزء عمً حكمه وعظه
فمعظم اياتها قصيره الا ان عند قرائتها نستوقف عندها فقد قال سبحانه
وتعالى (أقرأ باسم ربك الذي خلق
،خلق الانسان من علق ، اقرأ وربك الاكرم ,الذي علم بالقلم )
فهنا الايات تبين ان عند القراءة لابد من البسمله باسم الله وتنقل بين تذكير
الانسان بخلقته
ومدى عظمت الرحمن في قدرته وابداعه
وفي اياته الباقيه
افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت)
(( القارعة ، ما القارعه ، وما ادراك ما القارعه ،يوم يكون الاس كالفراش المبثوث))
وقال تعالى (اذا زلزلت الارض زلزالها ، واخرجت الارض اثقالها ))
كلها ايات تحث على الايمان باليوم الاخر وتبين حالنا وحال الدنيا وما يحدث فيه
ولنحرص ان نبدا ذلك مع اطفالنا الصغار خاصه فعندما نعلمهم القراءة وهم في بداية قرائتهم
لابد من تقوية ايمانهم وتفسير اليات لهم حتى يسهل حفظهم للقرآن الكريم
ولايكونون ممن يقرأ من غير ايمان كحال اولئك الاخرين
ممن يتلو ويتعلم قوله تعالى ((وضى ربك الا تعبد الا ااياه وبالوالدين احسانا ،اما يبلغن عندك الكبر
احداها او كلاهما فلا تقل لهم افا ولا تنهرهما وقل لهم قولا كريما))
فعندما تطلب الام من ابنها قم يا ابني الى المسجد او استر لي غرضا من السوق
فياخذ الطفل يتافف فيقول اف كل انا كله انا عندك بوي اخوي.......
شتان بين مادرس اليوم وبين ما قرأ لاننا لم نأخذ القرىن خلقا لنا فقط نقرأه
دون ايمان كامل بمعانيه وتفسيراته
وقال تعالى ((يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ))
ووضعنا مع هذه الايه هو ليس بحسسن فترى الكبر يسري فينا والتفرقه موجوده
بالتفاخر بنسبه وبكرمه وهو ليس اساس هذه السورة بل ان الغرض من خلقنا حتى
يعرف كل شخص نسله ونسبه وفصيلته ويحد من الاختلاط وهو اتقى بالمعرفه
ولكم عبرة بسورة التين وقوله : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
في احسسن صورة وابهى حله واروع شكل
ونحن لم نؤمن بهذا فقد ظهر فئئات شاذه بمجتمعنا تنكر هذه السورة
وما كنها الا متكبره على خلقته سبحانه وتعالى المصور والمشيئ
واذا اردنا ان نؤمن ونتعلم الايمان فعلينا ان نبدأ باأيات المفصل
ايات الصغر فمعظمها صغيره متكرره وبمعرفتها حكمه في تقوية الايمان وترسيخ
العبادات
وتوثق الايمان بالله والايمان برسوله والايمان باليوم الاخر
فهي اكثر ماتتحدث عنه الايات ولنبدأ بالاجزاء الاخيره من القرآن
أنه هو الذي يغرس الإيمان في القلب كأمثال الجبال
قال ابن تيميه: الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة ،
والقرآن بلا إيمان لا ينفع في الآخرة بل صاحبه منافق ، كما فى الصحيحين
عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مثل المؤمن الذي يقرأ
القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن
كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها .. ) الحديث ".
واختم قولي هذا والسسلام عليكم ورحة الله وبركاته
والله يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وحجة لنا لا علينا
وان نكون ممن يقال لهم (( يقال لصاحب القران اقرأ و ارتق ورتل كما كنت
ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) .