عقد مكتب جمعية محمد خير الدين للثقافة و التنمية اجتماعا استثنائيا يوم 2012.06.08 بمدينة تافراوت ، خصص للتداول في التصعيد غير المسبوق للحرب التي يشنها المجلس البلدي لتافراوت ضد جمعيتنا ، و التي ابتدأت منذ سنة 1997 أي إبان الاستعداد لعقد المؤتمر التأسيسي للجمعية و التي تواصلت إلى حدود اللحظة ، و كانت محطة تنظيم الجمعية لقافلة طبية مجانية لفائدة ساكنة منطقة تافراوت يومي “02-03 ” يونيو 2012 ، بتعاون مع جمعيات و جهات مستقلة و محترمة ، إحدى معارك تلك الحرب الخبيثة و المستمرة ، حيث اتضح مرة أخرى و بجلاء استمرار الرؤوس الغليظة و الأفاعي الضخمة التي تتحكم في المجلس البلدي في سياسة مناهضتها و عدائها لتوجهات إطارنا النضالية الحرة و المستقلة ، و مبادراته الإنسانية و الثقافية و الجمعوية الشريفة و النبيلة ، و لكل مبادرات خييرو و شرفاء المنطقة ، و ذلك انسجاما مع رغبتها الجشعة و المجنونة في مواصلة السيطرة و الهيمنة و التحكم في المشهد التنموي و السياسي و الثقافي و الجمعوي بمنطقتنا و عبر عدة طرق و وسائل حربائية و خسيسة ، من بينها التدجين و الاختراق و الترغيب ، و الإقصاء و التآمر و التهديد .
قبل أن نعلن للرأي العام المحلي و الإقليمي و الوطني موقفنا و ردنا على الاتهامات الباطلة و الأكاذيب الجوفاء و المغالطات الدنيئة ، التي تضمنها ما سمي ب ” بيان حقيقة ” منسوب إلى المجلس البلدي لتافراوت منشور على الانترنت بتاريخ 2012.06.07 و بصيغتين مختلفتين ، و الذي جاء كرد على البيان الذي أصدرته جمعيتنا عقب انتهاء القافلة الطبية المشار إليها أعلاه بنجاح و سلام .
نود أن نثير اهتمام الرأي العام إلى أن المجلس المذكور المنبثق عن انتخابات مخزنية مخدومة و مزورة و غير شعبية ، تتحكم فيه و تسيره عصابة من المفسدين و المرتشين و ناهبي المال العام و المتورطين و المتعاونين مع كل مصاصي خيرات و ثروات المنطقة ، و المتآمرين على خصوصيات وهوية و تقاليد المنطقة و مصالحها الحقيقية ، علاوة على كونهم شرذمة من المرتزقة و محترفي الترحال و التنقل السياسي و الفكري عبر مختلف الدكاكين الحزبية المخزنية المتعفنة.
إن مظاهر الثراء و فوائد و بركات تأسيس و تسيير جمعيات وهمية و أخرى فاسدة قصد قضاء المصالح الشخصية ، و الترويج لأنشطة الرقص على جراح أبناء المنطقة ، و إن تضخم ممتلكات هؤلاء التي تفوح منها رائحة الصفقات العمومية المشبوهة والنفخ في الفواتير تؤكد و تفضح كل ذلك ، فكيف استطاع رجل تعليم مثلا أن يصل إلى امتلاك عدة شقق في مدن مختلفة و سيارات فارهة و حسابات بنكية سمينة و ممتلكات غيرها ، بأجرة الوظيفة و في سنوات معدودات ؟؟؟؟ .
كما نثير انتباه الجميع إلى أن هذه الهجمة الشرسة من مفسدي و بيادق المجلس البلدي لم تفاجئنا ، و لا تعد إلا صفحة جديدة من صفحات السجل الأسود لعلاقة جل هؤلاء الطويلة مع جمعيتنا ، فهم من أعلن الحرب على جمعيتنا منذ يوم ميلادها ، و هم كتاب سيناريو ذلك المسلسل الطويل من التآمر و العرقلة و التجاهل ، و الإقصاء و الحيف و التمييز و تشويه سمعة مناضلينا ، ذلك المسلسل الذي يؤرخ لعلاقتهم السيئة مع إطارنا العتيد ، و الوحيد الذي برهن طيلة قرابة 15 سنة من تواجده في الساحة على أنه يستعصي على الاختراق أو التدجين أو الاحتواء أو التجاوز… ولا زلنا نحتفظ ضمن أرشيف و ذاكرة جمعيتنا بكل الوثائق و المعطيات و الحقائق الدقيقة التي تفضح بعضا من ذلك…
لقد منعنا المجلس المذكور من استغلال قاعة الندوات و المرافق و التجهيزات التابعة له عدة مرات ، و عرقل ذلك في مرات أخرى ، كما عمل و ساهم و تواطأ و تآمر على جمعيتنا و أنشطتها قي محطات كثيرة لازالت وقائعها و أصدائها تجلجل في ذاكرة كل شرفاء و نبلاء المنطقة ، و تشهد عليها عشرات الرسائل و البيانات التنديدية الصادرة عنا و التي لم يجرؤ قط هذا المجلس على الرد عليها، كما حرم جمعيتنا ولعدة سنوات من حقها في منحة تليق بوزن و قيمة إطارنا الذي يناضل من أجل قضايا كل أبناء المنطقة ، قبل أن يقرر التصدق علينا بمنحة لا تتعدى ألف درهم سنويا ، فيما يغدق على الجمعيات الوهمية و الفاسدة التي يسيرها أعضائه بمنح تصل إلى مائة و أربعين ألف درهم سنويا ، ( و قد أشرنا إلى ذلك مرة أخرى في بياننا الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني الرابع للجمعية المنعقد منتصف شهر أبريل الماضي ) كما أن المجلس المذكور كان دوما إما وسيلة حزبية أو أداة مخزنية ، أو هما معا في آن واحد ، من أجل عرقلة توجهاتنا الواضحة و أهدافنا المعلنة و نزوعاتنا التحررية و الديمقراطية .
لقد استعمل بيان المجلس المذكور لغة هجومية وسخة و استفزازية عنيفة ضد جمعيتنا ، و كال لمناضلاتنا و مناضلينا اتهامات خطيرة و أوصاف قدحية نحتفظ لجمعيتنا بحق الرد عليها بمختلف الوسائل المتاحة و في الزمان و المكان الملائمين ، و عودة لموضوع القافلة الطبية المجانية التي أشرفت على تنظيمها الجمعية ، فإننا في مكتب الجمعية :
* نؤكد مرة أخرى أن تنظيم القافلة الطبية هي مبادرة إنسانية ذاتية و حرة من مكتب الجمعية ، تجاوبت معها بعض الإطارات الجمعوية المحترمة و ساهمت في تحقيقها و كانت بالمجان و مفتوحة لكل ساكنة المنطقة ، و استفاد منها ما لا يقل عن 1200 شخص ( نملك دلائل تتعلق بهذا الرقم الكبير و مستعدون للكشف عنها للعموم ، هذا الرقم الذي يظهر حجم حاجة الساكنة للتطبيب و يعري عن واقع التدهور الفضيع الذي يعرفه القطاع الصحي بالمدينة ، و التي تعتبر سياسات المجلس البلدي الإجتماعية الفاشلة إحدى أسبابه الرئيسية ) من ساكنة كل من تافراوت المركز و تاهالا و أملن و أمانوز و غيرها بعيدا عن ما سماه بيان المجلس ” بالمحسوبية و الزبونية ” ، و نتحدى هؤلاء أن يثبتوا صحة ادعاءاتهم الخرقاء .
* نؤكد أن المجلس المذكور لم يتحمس منذ البداية للمبادرة و نظر إليها بمنظاره الشخصي المعهود ، الذي لا يرى مثل تلك المبادرات إلا بخلفيات حزبية أو انتخابية أو مصالحية ضيقة ، لأن اللص يؤمن بأن كل الناس هم لصوص و منافسين و ملوثين ، و إن اتهام جمعيتنا بالقيام بحملة انتخابية قبل الأوان هو هراء ما بعده هراء و لن يصدقه حتى أكثر الناس سذاجة ، فتوجه إطارنا الوفي لاستقلاليته و مبادئه و أهدافه المعروفة و التي أكد عليها بيان مؤتمر جمعيتنا الوطني الأخير يفند كل ذلك ، و نذكر بلطجية المجلس البلدي أن أعضاء و منخرطي جمعيتنا لا يعترفون أصلا بمهازلكم الانتخابية و لا يصوتون و لا يتوفرون على ما يسمى ببطاقة الناخب إيمانا منهم بعدم جدواها في ظل سيطرة وجوه الفساد على المشهد السياسي المحلي و الوطني على حد سواء .
نصرح ب :
* أن المجلس البلدي رفض كعادته التعامل مع طلباتنا و مراسلاتنا بالطرق الإدارية القانونية ، و طيلة استعداداتنا للقافلة و هو يتعامل مع اتصالاتنا به بالشفوي و بالتسويف و التماطل قصد التشويش على القافلة و إفشالها ، و هو الأمر الذي أكدته مضامين بيان المجلس التي عملت على تسييس تلك المبادرة الخيرية و تشويه أهدافها و تقزيمها و تحريف أحداثها .
* إن مساهمة المجلس بالإيواء أو ما يسمى ب ” دار الضيافة ” لم نكن متيقنين من تحققه إلا يوم انطلاق القافلة ، اعتبارا لما سبقت الإشارة إليه من انعدام جدية المجلس في التعاون ، و لعلم الجميع فنظرا للحالة المزرية التي وجدنا فيها “دار الضيافة ” تلك ، فقد اضطررنا لحجز فندق يليق بمبيت و مقام الأطباء الذين ساهموا مشكورين في الحملة الطبية .
* ننفي بالقطع و المطلق وجود أي طابع تجاري للحملة الطبية و أي علاقة للجمعية بمسألة بيع الإطارات و الزجاجات الطبية الخاصة بالعيون ، و نؤكد أن الجمعية أنهت نشاطها الاجتماعي بعجز مادي و ديون لازالت في ذمة الجمعية ، يكافح مناضلو و منخرطو الجمعية من أجل أدائها من مساهماتهم و جيوبهم الخاصة .
و بناء على ما سبق فإننا :
* نندد بشدة بمضامين بيان المجلس البلدي النتن المذكور، و نشجب بقوة كل الافتراءات التي أوردها ، و ندين كل الإدانة التحريف و التضليل و القذف و الإساءة و الحقد التي يقطر بها .
* نرفض سياسة التمييز و التضييق اللذين يمارسهما المجلس البلدي ضد جمعيتنا ، و نستنكر العنف الرمزي و المضايقات التي يمارسها انتهازيوه ضد مناضليها.
* نجدد التأكيد على وفائنا للنهج القويم الذي اعتنقته و تبنته جمعيتنا منذ ميلادها ، و الذي بوأها مكانة مرموقة بشهادة كل الإطارات و الفعاليات الجمعوية المحترمة محليا و إقليميا و وطنيا و دوليا ، و على عزمنا الاستمرار في العمل و النضال من أجل كل قضايا شعبنا العادلة و مصالحه الأساسية المشروعة مهما كانت التضحيات و التحديات و العراقيل و العقبات و المؤامرات …..
* عزمنا تنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى بلدية تافراوت سيعلن عن تاريخها لاحقا ، للتنديد العلني بهذا الهجوم الوقح على إطارنا الصامد و ، للتظاهر ضد الفساد الذي يعشش داخل المجلس البلدي و بكل سياسات هذا الأخير اللاشعبية و الفاشلة.
تافراوت في : 2012.06.08
عن مكتب الجمعية