الصحابة الكرام كانوا يسعون إلى رمضان شوقاً، ويطلبون الشهر قبله بستة أشهر.. ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر.. فهو شهر الخير والبركات.. فيه يطمئن القلب وينشرح الصدر.. وهذا من سمات هذا الشهر الكريم.وها هي تمر بنا الأيام والأسابيع، وقد اقتربنا من العشر الأواخر من شهر الجنة والبركات والرحمات، فيثير ذلك في نفس المسلم الأشجان على فراقه.. فيشعر الإنسان بضعفه وحاجته الدائمة إلى ربه.. فهو الرب العظيم والجليل.. لا رب غيره.. فقد هيّأ لعباده أن يستغفروه.. فهم الأُمّة المحمّدية المباركة.. وخير أمة أخرجت للناس.. وهي التي اختص بها وفضّلها على غيرها من الأمم.. فأرسل إليها سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وأنزل لها الكتاب المبين.. كتاب الله العظيم.. كلام رب العالمين.. فعلينا الإكثار من الذكر والتهيئة الإيمانية والروحية بقلوبنا ووجداننا.. خصوصاً في هذه الليالي المباركة، التي تكون فيها ليلة القدر.. فقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مجتهداً فيها.يقول تعالى: (إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ* لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ).اللهم ألهمنا طريق الرشد والصلاح، وأدخلنا جنتك، واقبل دعواتنا يا غفار.. يا تواب.. يا رحيم.. والحمد لله في السر والعلن.