محمد بن أحمد أكنسوس الجعفري الهاشمي مؤرخ وصوفي مغربي من الطريقة الناصرية.
مسيرته
وُلِدَ في قبيلة ايد أو كنسوس، وهي من قبائل السوس الأمازيغية في جنوب المغرب. وسوس من المناطق التي اشتهرت بالعلم، في المسجد والزاوية على السواء، ومن ثم اتيح لهذا الفتى حظ كبير من العلم الديني قبل أن يرتحل، وهو في الثامنة عشر من عمره، إلى فاس ليتابع تلقي العلم في أكبر مقر له في تلك الاصقاع في جامع القرويين. وفي فاس، كان الشاب ينتقل بين حلقات الدرس ويؤُمُّ مجالس أكابر العلماء. فكان يجمع بين علوم الشرع واللسان والتاريخ، مما كون له ذخيرة كبيرة لمستقبل الأيام.تلقى تعليمه في مدينة فاس، فأخذ عن علمائها المشهورين علوم النحو واللغة والتاريخ والأدب والحساب والتوقيت، وقد ساعده استعداده الطبيعي على استيعاب الدروس، فظهر نبوغه ونظم الشعر. كما كان له نظر في بعض العلوم الروحانية والتصوف.
تولّى الكتابة في البلاط الملكي، وظلّ يترقى حتى وصل إلى رتبة الوزير عام 1820، وكان رجل المهمات الصعبة في عهد السلطان مولاي سليمان العلوي. وفي القرويين، تعرف بمحمد بن ادريس الذي وزر للسلاطين فيما بعد.
أعماله
إن العمل الذي ترك اسم محمد بن اكنسوس، أكثر من أي شيء آخر وضعه أو صنعه، هو كتاب الجيش العرمرم الخماسي. وضع المؤلف هذا الكتاب وهو في السبعين من عمره. وهذا الكتاب هو تاريخ للدولة العلوية. إلا أن المؤلف رتبه على طريقة غريبة ونسق عجيب، فجعله على نظام الخميس، أي الجيش المركب في خمسة أقسام: مقدمة وساقة وجناحان وشروطها وواجباتها والكتاب في بحثه وغريب تنسيقه وعجيب تنظيمه يحوي من المعلومات الكثير. فقد جمع في تاريخه بين مسائل السياسة والتاريخ والفقه، وذكر دول المشرق وافريقيا والاندلس ودول المغرب السابقة إلى جانب الدولة العتيدة التي الف كتابه فيها. فأتى في ذلك بعمل فريد، ودل على تمكنه ورسوخه وحسن تصرفه ولباقته، حيث شحن جميع هذه المباحث وضمن كل هذه المقاصد في كتاب صغير الحجم، لا يحتوي بجزأيه الاثنين على أكثر من ۴20 صفحة، هذا مع التوسع الكثير في أخبار الدولة الشريفة العلوية، وذكر ملوكها إلى عهده ملكا ملكا، وما وقع في ايامهم من حوادث وما خلفوه من آثار.
- أورد كتابه: «الجيش العرمرم» كثيرًا من شعره، وأورد له كتاب: «فواصل الجمان» عددًا من القصائد، وأورد له كتاب: «ذكريات مشاهير رجال المغرب» العديد من القصائد والنماذج الشعرية.
يدور شعره حول غرضي المديح والمدح، أما المديح فيختص به النبي مذكرًا ببلائه في سبيل تبليغ رسالة ربه، ومعرجًا من خلال هذا المديح إلى حادث
الإسراء والمعراج باعتباره تكريمًا وتشريفًا من الله تعالى لنبيه . ويجيء مدحه تعبيرًا عن انحيازه لأولي الفضل من الحكماء والعلماء والأمراء، داعيًا إلى التأسي
بأخلاقهم وفضائل أعمالهم. بشعره نزعة صوفية يغلفها شوق شديد إلى جوار الأحبة من رجال الطريق. وله في المعارضات الشعرية، إلى جانب شعر له في الترحيب والتهاني الإخوانية. وهو شاعر يقتفي أثر أسلافه لغة وخيالاً وبناء.